{إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ}
الفتح : 26

الحمية هي الطيش والغرور والغطرسة والأنفة والاستكبار التي يحركها الانفعال والعصبية ومشاعر الإخلاص للعشيرة، دون أي وعي بالقضايا الفكرية والروحية والمعاني الإنسانية...وهذا ما جعلهم يصرّون على عدم التنازل عن امتيازاتهم العصبية، ولا ينفتحون على منطق العقل والحوار...

لكن هذه الحميّة الجاهلية، لم تخلُق لدى المؤمنين ردّ فعلٍ انفعالي لمواجهة الحمية بحميةٍ مماثلةٍ، بل حافظوا على هدوئهم النفسي، وطمأنينتهم الروحية، {فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} ليحافظوا على التوازن ويتحركوا في خطِّ التقوى الذي يضع المسألة في نصابها الصحيح {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى}

مقتبس بتصرف من تفسير من وحي القرآن / السيد محمد حسين فضل الله