.
المكنون : المستور، المحفوظ، المصون
.
{كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ} أي كأنهن كالبيض المستور (إشارة الى قاصرات الطرف)، وهو تعبيرٌ كنائيٌّ عن صيانتهن وبعدهنّ عن لمس الأيدي ونظرات الأعين أو الشمس وغيرها ومن قوله تعالى {وَحُورٌ عِينٌ* كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} أي اللؤلؤ المصون المخزون في الصدف الذي لم تمسّه الأيدي، بما يوحيه ذلك من صفاء وإشراق فيه. ويقول تعالى {فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ} أي مصونٍ من التحريف، أو مصون من اطلاع غير الملائكة المقرّبين عليه (اي اللوح المحفوظ)
.
(مكنون) مشتقة من الكِنُّ والكِنَّةُ والكِنَانُ وهو وِقاء كل شيءٍ وسِتْرُه أو غطائه. أو البيت و المسكن أَيضاً. كلُّ شيءٍ وَقَى شيئاً فهو كِنُّه وكِنانُه. والجمع أَكْنانٌ وأَكِنةٌ. قال تعالى: {وجعَلْنا على قلوبهم أَكِنَّة} أي أغطية {وجعَلَ لكم من الجبالِ أَكْناناً} وهي المواضع التي تكن الإنسان وتستره وتخفيه كالكهف والمغارة حيث يمكن للإنسان بسكنها ان يقي نفسه من الحر والبرد والمطر والرياح ونحوها.
.
والفعل من ذلك كَنَنْتُ الشيء أَي جعلته في كِنٍّ. وقد كَننْتُه أَكُنُّه كَنّاً أي سترته. {أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ} أي أسررتم وأضمرتم وأخفيتم في أنفسكم. والإكنان من الكن، بمعنى الستر، و يقال ان الإكنان يختص أكثر بما يستر في النفس، والكنّ بما يستر ببيت أو ثوب وغير ذلك من الأجسام. أَكَنَّ لَهُ حُبّاً شَدِيداً : أَضْمَرَهُ لَهُ. أكن له كل الإحترام.
و كلمة قريبة من مكنون وذكرت أكثر من مرة في القرآن الكريم هي مكين {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِين{
.
قرار مكين، أي في مستقر ثابت ثبوتاً مكيناً، وهو رحم المرأة التي تستقر فيها النطفة. وصف رحم المرأة بالمكين لتمكنه في حفظ النطفة من الضيعة والفساد، أو لكون النطفة مستقرة متمكنة فيه.
.
واذا تمعنا اكثر ستتجلى لنا مشتقات ومعانٍ لا متناهية: مكين.. مكنون.. مكنونات.. تكوين.. كينونة.. كوْن.. كائن.. مكان.. مسكن.. سكن.. وكن.. سكون.. سكينة.. استكانة.. كنانة.. كان.. يكون.. تمكّن.. كَنَهَ.. تكهّن.. كناية.. الخ.