Dhul-Nūn (Jonah);  “The Man of the Whale”
ذَا النُّونِ

ذو النُّون: نبيّ الله يونس عليه السَّلام، و اسمه
يونس بن متّى(ع)، ومتّى أمّه. لم يُنسب أحد من الأنبياء إلى أمّه إلا عيسى بن مريم، ويونس بن متّى.
.
وقد سمّاه الله تعالى (ذا النون)، كما في سورة الأنبياء {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}
.
والنّونُ هو الحوت ، وقد سُمِّي بذلك لالتقام الحوت إيّاه

أرسله الله تعالى إلى أهل "نينوى" في العراق لنهي النّاس عن عبادة الأصنام، وردّهم إلى عبادة الله تعالى وتوحيده.
.
"عاش النبي يونس مع قومه مدّة طويلة، لم يستجب له فيها إلا القليلون، فخرج مغاضباً احتجاجاً على ذلك، من دون أن يتلقّى أيّة تعليمات من الله تدعوه للخروج، اقتناعاً منه بأنّ السّاحة لا تحتاج إلى بقائه ولكنَّ الله اعتبر عمله نوعاً من الهروب في ما يمثّله ذلك من معنى الإباق، تماماً كما إباق العبد من مولاه. {إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} أي السفينة المملوءة بالنّاس، فركبها كفردٍ من النّاس وكانت المفاجأة أنّ حوتاً عرض للسّفينة، وكان ذلك يفرض تقديم شخص من الركّاب له، ليبتلعه ليذهب بعيداً عنها، فلا يهاجمها أو يغرقها. {فَسَاهَمَ}، أي دخل في عمليّة خلط السّهام، وهي القرعة الّتي يراد بها استخراج اسم أيّ شخص من الركّاب ليقفز إلى البحر {فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ} أي المغلوبين، وهكذا تمّ إلقاؤه في البحر {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} أي ذو ملامة، يعيش لوم نفسه على ما فعله {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ} الّذين يبتهلون إلى الله بأسلوب التّسبيح الّذي يعبِّر عن عظمة الله، بما يمثّله ذلك من عمق العبوديّة وروحيّة الابتهال وحسن الخشوع، ما يجعله موضعاً لرعاية الله ورحمته ولطفه وإحسانه، {لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}"
.
.
تفسير من وحي القرآن للسيد فضل الله و الوسيط في تفسير القرآن لسيد طنطاوي

تاريخ النشر 02-06-2019