يُقال لمن يجتزئ معلومة أو ينقل قولًا منقوصًا أنه كمن يقتبس قوله تعالى "فويل للمصلين" أو "لا تقربوا الصلاة"، ونعني بذلك أنه اقتطع الجزء الذي يخدم رأيه حتى لو قَلَب الحقائق.
نصف المعركة إعلام. والنصر في ميدان الوعي هو قرينٌ النصر في ميدان القتال. وهذا يتأكد يومًا بعد يوم منذ انطلاق الطوفان.
أمام سيل الأكاذيب الذي لا يتوقف من العدوّ وحلفائه، كان لا بد لنا من وقفة مع أحد أكبر الأخطار على جمهور المق/ومة، ونعني المنصّات الإعلامية التي تبث سرديات مضللة مغلّفة بإطار من التغطية التي تبدو حيادية وموضوعية.
إعلام "ويل للمصلين" هذا، الذي يجتزئ ويقتطع ويحرّف، لا يقل خطورة عن الإعلام الذي يجاهر بالعداء، لأن من يجاهر بالعداء يكشف نفسه بنفسه فيبطل تأثيره، أما من يأتي في زيّ الموضوعية والحيادية (بل والنصرة أحيانًا) فهو يسير على خطى إبليس الذي أغوى آدم وزوجه بأن أقسم لهما "إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ".
ستجدون في قصتنا (story) على إنستاجرام عرضًا بعنوان "الإعلام العربي: كي الوعي وتمييع الذات - الجزيرة نموذجًا" نتناول فيه دور الجزيرة كمثال على المنصات التي تخدم السرديات المضادة للمحور والمؤيدة للهيمنة الصهيو أمريكية. والقصة مثبّتة أيضًا على صفحتنا.
تصدينا لهذه المهمة انطلاقًا من مسؤوليتنا في تبيين الحقائق خاصة أن أغلب المتابعين يشعرون أن الجزيرة تؤدي دورًا مهمًا في نقل الأحداث دون أن يلاحظوا انحرافاتها المتكررة.
هدفنا ليس "فضح" مؤسسة بعينها أو حتى أفراد ينتسبون لهذه المؤسسة، بل الهدف هو بناء الوعي وتعزيز قدرة المشاهد على القراءة بين السطور وعدم الانخداع بالشعارات الرنانة، فالإعلام ليس وسيلة لنقل الخبر فقط بل هو رسالة محملة بالقيم والأفكار.