Woe to you.
تَبًّا لَكُمْ وَتَرَحًا

الخطبة كاملة:
المصدر: تاريخ دمشق

تَبّاً لَكُم أيّتُها الجماعةُ وتَرَحاً، أَحِينَ اسْتَصْرَختُمُونا والِهينَ فأَصْرَخناكُم مَوْجِفين، سَللتُم عَلينا سَيفاً لنا في أَيْمانِكم، وحَشَشْتُم علينا ناراً قْدَحْناها على عدوِّنا وعدوِّكُم، فأصبحتُم إلْباً لأعدائِكُم على أوليائِكُم، ويَداً عليهم لأعدائِكم، بغيرِ عَدلٍ أفشَوْهُ فيكُم، ولا أمَلٍ أصبحَ لكُم فيهم، إلَّا الحرامَ من الدّنيا أَنَالُوْكُم وخَسِيسَ عَيْشٍ طَمِعْتُم فيهِ، من غيرِ حَدَثٍ كانَ منّا، ولا رأيٍ تَفيَّل لَكُم، فهَلاَّ -لكُمُ الوَيلاتُ- إذْ كَرِهتُمونا، تركْتُمونا، والسيفُ مَشِيْمٌ، والجأشُ طامِنٌ، والرأيُ لَمَّا يُستَحْصَفْ، ولكنْ أسرعتُم إليها كَطَيْرَةِ الدَّبَا، وتهافتُّم عليها كتَهافُتِ الفَرَاشِ، ثمَّ‏ نَقَضْتُموها، فسُحقاً لكُم يا عَبيدَ الأُمَّةِ، وشُذَّاذَ الأحزابِ، ونَبَذَةَ الكِتابِ، ومُحرِّفي الكَلِمِ، ونَفْثَةَ الشيطانِ، وعُصْبَةَ الآثامِ، ومُطفِئي السُّننِ، وقَتَلةَ أولادِ الأنبياءِ، ومُبيدي عِترةِ الأوصياءِ، ومُلحِقي العُهَّارِ بالنَّسَبِ، ومؤذِي المؤمنينَ، وصُرَّاخَ أئمّةِ المستهزئينَ،
﴿الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ﴾ ﴿لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ﴾ أنتُمُ ابنَ حَربٍ وأشياعَهُ تَعْضُدون، وعنّا تخاذَلُونَ. أجَلْ -وَاللهِ- غَدْرٌ فيكُم قَديمٌ، وَشَجَتْ عَليهِ أصولُكُم، وتأزَّرَتْ عليه فروعُكم، وثبتَتْ عليهِ قُلوبُكُم، وغَشِيَتْ صدورُكُم، فكنتُم أخبَثَ ثَمَرٍ، شَجىً للناظرِ، وأُكْلَةً للغاصِبِ. ألَا لعنةُ اللهِ على الناكِثينَ، الذينَ ينقضُونَ الأَيْمانَ بعدَ توكيدِهَا، وقد جعلتُمُ اللهَ عَليكُم كَفيلاً، فأنتم -وَاللهِ- هُمْ. ألَا وإنّ الدَعِيَّ ابنَ الدَعِيِّ قدْ رَكَزَ بينَ اثنَتَينِ: بينَ السِّلَّةِ والذِّلَّةِ، وهيهاتَ منّا الذِّلَّةُ، يأبَى اللهُ لَنَا ذلكَ ورَسُولُهُ والمؤمِنونَ، وحُجورٌ طابَتْ وطَهُرتْ، وأُنُوفٌ حَمِيَّةٌ ونُفُوسٌ أبِيَّةٌ مِنْ أنْ نؤْثِرَ طاعَةَ اللِّئامِ على مصارِعِ الكِرَامِ. ألَا وَقَدْ أَعْذَرْتُ وأَنْذَرْتُ، ألَا وإنِّي زاحِفٌ بهذِهِ الأُسرةِ على قلَّةِ العَدَدِ، وكَثرةِ العدُوِّ، وخِذلانِ الناصرِ
.
شرح المفردات يتبع في التعليقات

تاريخ النشر 20-10-2023
اقتباسات أخرى ذات صلة