"أهمية أداء التّكليف في وقته"
عندما نلتفت إلى ما جرى بعد كربلاء، وننظر إلى التَّاريخ، نرى جماعاتٍ ثاروا بعد أن استُـنننـ/ـهد سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومنهم "التوّابين".
هؤلاء قومٌ نادمون، قاموا بعد استـنننــ/ـهاد الإمام الحسين (عليه السَّلام)، وخرجوا وقاتـ/ـوا واستُـنننـ/ـهدوا جميعًا…لكن هل أثر فعل مئةٍ منهم يُعادل فعل حبيب بن مظاهر؟ هل بلغ أثرهم أثرَ بُرير أو عابس أو الغلام الزّنجي الذي استُـنننـ/ـهد في كربلاء؟ كلا، لأنّهم أضاعوا الفرصة في وقتها.
كان وقت العمل وأداء التكليف هو عاشوراء، لا ما بعد عاشوراء.
فالعمل حين يُؤدّى في الزَّمن المناسب، يكون مباركًا، مثمرًا، وذا أثر عظيم.
أما إذا غفل الإنسان عن أداء التَّكليف في وقته، فإن أيّ جهد يُبذل بعد فوات الأوان، لن يكون سوى حركة بلا جدوى، وربَّما لا تترك أثرًا يُذكر.
وقد أشار الإمام الخامنئي (دام ظلّه) إلى هذا الأمر بدقّة، فقال:
“لو شخّصنا الوقت والزّمان، ثمّ عرفنا بأنّ الزّمان هذا زمان عمل، وأنجزنا العمل في الوقت المناسب، سيؤدّي ذلك إلى النّجاح. ولكن لو لم نعرف الزّمن، وغفلنا عنه، أو لم نُقدم على الحركة المطلوبة في الوقت المناسب، عند ذاك ستكون كلّ حركة نقوم بها عديمة الجدوى.”
"كان عدد التّوابين بعد فاجـ/ـعة كربلاء عدّة أضعاف نننـ/ـهداء كربلاء ، ونننـ/ـهداء كربلاء صُرعِوا كلهم في يوم واحد والتوابون صرعوا كلهم في يوم واحد أيضًا ، ولكن تلاحظون أنّ الأثر الذي تركه التوّابون في التّاريخ لا يعدل واحدًا من ألف مما خلفه نننـ/ـهداء كربلاء وذلك لأنهم لم يبادروا إلى ذلك العمل في وقته ولأن قرارهم قد جاء متأخّرًا"
"لو كنتم تريدون الدِّفاع عن الإمام الحسين (عليه السَّلام)، وعن النّبي (ص)، وعن حريم الولاية، وعن حركة الحق في وجه باطـ/ـل يزيد، لكان عليكم أن تُنجزوا عملكم في يوم عاشوراء، لا بعده. لقد أضعتم الفرصة! هذا هو التّاريخ، وهنالك أمثلة كثيرة من هذا القبيل عبر التّاريخ.”
✍🏼 zahraa313q_