ولسنا نرعد حتى نوقع

قال السيد في خطابه الأخير:
"الخبر هو ما ترون لا ما تسمعون"
وفي المعنى نفسه يقول أمير المؤمنين عليه السلام عن قوم أكثروا الوعيد: "وقد أرعدوا وأبرقوا، ومع هذين الأمرين الفشل، ولسنا نرعد حتى نوقع، ولا نسيل حتى نمطر."

يعني أن أمرنا مرتَّب محكم، فالبرق يأتي قبل الرعد، والمطر يأتي قبل السيل، وبأسنا يُرى قبل أن يُسمع. أما هؤلاء فيرعدون دون عمل، ويزعمون أن سيأتوا بالسيل وأنى لهم أن يأتوا بالمطر قبله؟

وللحق المحمدي أسلوبه في الإعلان عن نفسه. سواء قبل بدر إذ قطع على قريش طرق التجارة، أو قبل الحديبية وقد بادر وسار بالناس يريد الحج، وفوجئت به قريش وهو على أعتاب مكة.

هو أسلوب لا يكثر من الكلام، فالمتكلمون كُثُر، والمتوعدون كثُر، والفعولون قلّة. وفي هذا يقول الكميت:

أرعد وأبرق يا يزيد... فما وعيدك لي بضائر.

تاريخ النشر 21-09-2024
اقتباسات أخرى ذات صلة