الحظ الأخلاقي

الحظ الأخلاقي مفهوم فلسفي يعني أن الإنسان قد يُحكم عليه بالصلاح الأخلاقي وهو لَم يُختبر بعد. كثير من الناس يظنون أنهم صالحون وأنهم طيبون وكرماء ولينو العريكة بطبيعتهم، بينما كل ما في الأمر أنهم لم يمرّوا بالظروف التي تبيّن حقيقتهم بعد، وأنهم متنعمون بستر من الله ولم يمحّصوا بعد.

ولا بد لكلّ إنسان، سواء علم أم لم يعلم، من لحظة تكشف من هو {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}. وخير من عبر عن ذلك الحسين عليه السلام إذ يقول: "النَّاسُ عَبِيدُ الدُّنْيَا، وَ الدِّينُ لَعِقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ، يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ، فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُون"

ويقول الإمام علي عليه السلام في خطبة له في أول خلافته "والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة ولتغربلن غربلة"… هذه الغربلة لا تبقي إلا الصادقين. والصالحين سنتهم أنهم يظنون بنفسهم السوء ولا يتكلون على حظهم الأخلاقي، فقد كان من دعائه عليه السلام: "اللهم كم مِن ثَناءٍ جَميلٍ لَستُ أهلاً لَهُ نَشَرتَهُ."

تاريخ النشر 10-09-2024