السّلام على همدان

انتشر الإسلام في اليمن على يد عليّ بن أبي طالب عليه السّلام. يروى أن الرسول الله صلّى الله عليه وآله بعث خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام فأقام عليه ستة أشهر لا بجيبونه إلى شيء، فأمره الرسول (ص) أن يعود وبعث الإمام علي (ع). بعد أن صلى بهم الإمام وقرأ عليهم كتاب رسول الله (ص) أسلمت هَمْدان كلُّها في يومٍ واحد، وكتب الإمام بذلك إلى رسول الله (ص)، فلمّا قرأ الرسول كتابه خرّ ساجداً، ثمّ جلس فقال: السلام على هَمْدان، السلام على همدان، السلام على همدان. ثمّ تتابع أهلُ اليمن على الإسلام.

جدير بالذكر أن قبائل همدان تعتبر أكبر وأقدم تجمّع قبلي في اليمن وشبه الجزيرة العربية كاملة. وفي وقعة صفين كانت قبيلة همدان ممن أعانت الإمام علي (ع) حيث قال سعيد بن قيس الهمداني: «والله يا أمير المؤمنين، ما نصرنا إلا لله ولا أجبنا غيره، ولقد قاتلنا مع من ليس له مثل سابقتك ولا قرابتك، فارم بنا حيث شئت وأين أحببت، فنحن لك سامعون مطيعون». فعندها أنشأ علي (عليه السلام) أبياتا يقول:
فلو كنت بوابا على باب جنة
لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
جزى الله همدان الجنان فإنهم
سمام العدى في كل يوم حمام

تدل هذه الأبيات على أنه يريد أن يكافئهم على معروفهم معه وقتالهم في جيشه. وهذا التوفيق للحق ونصرة الحق ليس يأتيه كل أحد وهذا من توفيق الله سبحانه وتعالى لهمدان. كما هو توفيقه لأهل اليمن في نصرتهم لأهل غزة اليوم.

تاريخ النشر 19-07-2024