The rational prophet
نبي العقلانية

واحدٌ من الدروس العظيمة التي تعلمتها من سيرة سيد البشر محمد، والذي أشعر بالعزة لانتمائي لمدرسته الشريفة، أنه وفي حدث وفاة ولده إبراهيم في السنة العاشرة للهجرة، وأثناء تجهيز الجثمان للصلاة عليه ثم الدفن، وأثناء الصمت الذي يخيم على المشهد، والحزن والألم الشديدين من رسول الله على فقدانه كل أبنائه الذكور، يحدثُ مشهدٌ عجيب! تنكسفُ الشمس جزئيًا! لتصنع حدثًا استثنائيًا في وقت عجيب، وتُظهرَ علاماتٍ من الحيرة والخوف والتساؤلات عند الكثيرين: ما هذا الذي يحدث؟ لمَ انكسفت وتحديدًا الآن عند لحظة الدفن؟ ماذا يملك محمد من آياتٍ تستطيع الفتك بنا؟

إن عظمة هذا النبي، أنه مهيمنٌ على كل البشر! سيدٌ عليهم بالفكر والعقل والمنطق والأخلاق! كان قادرًا على أن يستغل الظاهرة الطبيعية أحسن استغلال عبر جعل المؤمن يزداد إيمانًا والكافر الذي سيصله الخبر يزداد خوفًا! كان قادرًا على توجيه الحدث وتوجيه عواطف الناس باتجاه خدمة دينه وأهدافه، وتحقيق مكاسب لا حصر لها، لكن محمدًا العقلانيّ لم يفعل هذا، فقد رأى المشهد ثم خطب وقال: "إنَّ الشمسَ والقمرَ من آيات اللهِ، وإنهما لا يَنخسفان لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه، فإذا رأيتُموهما فكبِّروا، وادعو اللهَ وصلُّوا وتصدَّقوا"

هذه عقلنةُ الإيمان بأبهى صورها!

تاريخ النشر 01-09-2023