With death do you threaten me?
أبالقتل تهدّدني؟

من كلمة السيد:

أصحاب الحسين رفضوا أن يتركوا ابن بنت نبيهم وبقوا معه لأنهم أهل الله.. وأهل الحق.. وأهل الشوق إلى الآخرة.. وأهل الزهد بالدنيا.. وأهل البيعة الصادقة.. لم تكن بيعتهم كؤلائك الذين تركوا الحسين في الطريق عندما علموا أن مسلم بن عقيل قد استشـ.هد في الكوفة وكانوا قد خرجوا مع الحسين طلبًا للمنصب، أو الجاه، أو المال، أو السلطان، أو الدنيا. بقي معه طلاب الآخرة.

نحن أيضا في امتحاناتنا الصعبة على مدى عقود من الزمن وخصوصًا في هذا العام، في معركة طوفـ./ن الأقصى، نحن نتقدم في امتحان ننجح فيه.. لأننا في معركـ.ـة نصرة المظلومين والمستضعفين والمقدسات والمعتدى عليهم... في هذا الجو العالمي من الخذلان والتخلي عن المسؤولية والسكوت وتعاظم جبهة العدو وقلة الناصر والمعين.. مع ذلك نلتزم واجبنا.. نلتزم قضيتنا.. نلتزم بيعتنا.. ونقاتـ.ل ونقدم الشهـ.داء والجرحى ونواجه الأخطار وتهدم بيوتنا ونطعن في صدورنا وأحيانًا في ظهورنا دون أن نتخلى عن المسؤولية.

حالنا اليوم كحال أصحاب الحسين الذين أجاز لهم في تلك الليلة أن يتركوه وأن يغادروه. فقالوا له: أنتركك؟ أنبقى بعدك؟ لا طيب الله العيش بعدك يا حسين.

نقول هذا لمن يهددنا بالحرب وبالموت. نقول لكل هؤلاء أمام ما تمثله قضية الحسين اليوم من واجب الانتصار للمعتدى عليهم وللمظلومين والمقدسات ما قاله أصحابه: "والله لو أني أعلم أني أقتل، ثم أحرق، ثم أنشر في الهواء، ثم أحيى، ثم أقتل، ثم أحرق، ثم أنشر في الهواء ثم أحيى يفعل بي ذلك ألف مرة ما تركتك يا حسين".

في هذه الليلة، نجدد بيعتنا للحسين.. لطريقه.. لقضيته.. لجهـ/ده... ونحن نمضي في طريق صنع الانتصارات، ولكن لا نخاف الموت ولا نهابه ولا نخشى الحرب لأن أقصى ما يمكن أن تأتي به الحـ.رب (وإن جاءت لن تأتي إن شاء الله إلا بالنصر العظيم المبين) فإن أقصى ما يمكن أن تأتي به الحرب هو الموت. هو الشهـ.ادة. ونحن أبناء أولئك الذين وقفوا في مجلس ابن زياد عندما هددهم بالموت فقالوا: أبالموت تهدّدني يا ابنَ الطُلقاء! إنّ الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهـ.ادة.

بهذه الأرواح.. بهذه النفوس.. بهذه العقول.. بهذه القلوب.. بهذه الإرادات... بهذا العشق.. سنمضي.. وعيوننا مشدودةٌ إلى القدس التي يمضي على طريقها شهـ.داؤنا.. شهـ.داء على طريق القدس... شهـ.داء على طريق الحسين.. في قضية الحسين.. في تلبية صرخة الحسين التي كانت صرخته هي دعوة لنصرة كل معذب وكل مظلوم وكل مضطهد. عندما وقف يوم العاشر وقال وهو لم يكن يخاطب هؤلاء القتلة أمامه وإنما كان يخاطب الأجيال في أصلاب الرجال وفي أرحام النساء: هل من ناصر ينصرني؟

تاريخ النشر 16-07-2024
اقتباسات أخرى ذات صلة