من كان باذلاً فينا مهجته وموطِّنًا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا « ألا وإني زاحف بهذه الأسرة على قلّة العدد وخذلان الناصر « فإنه من لحق بي منكم استشهد ومن تخلــف لـم يبلـغ مبلغ الفتح « علـى الإسلام السلام إذا بليـت الأمــة براع مثـل يزيد « لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد « إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة بنا فتح الله وبنا ختم الله « يزيد رجل فاسق شارب الخمر، قاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق « مثلي لا يبايع مثله « ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة « هيهات منا الذلة « يأبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام « ألا ترون إلى الحقّ لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه « فليرغب المؤمن في لقاء ربّه محقا « فإني لا أرى الموت إلا سعادةً والحياة مع الظّالمين إلا برما « إنّ النّاس عبيد الدّنيا، والدّين لعقٌ على ألسنتهم‏ يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الدّيّانون « وأني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا ظالمًا، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي« أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي « هل من ناصـر ينصرنـي؟ « هل من ذابّ يذبّ عن حرم رسول الله؟ « إن هذه الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل « إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحرارًا في دنياكم « ويحكم أهؤلاء تعضدون وعنا تتخاذلون؟ « ويلكم علام تقاتلونني؟ على حقٍّ تركته؟ أم على شريعة بدّلتها؟ أم على سنّة غيّرتها؟ « فانسبوني فانظروا من أنا « هل يصلح لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟ « ألست ابن بنت نبيكم؟ « أو لم يبلغكم ما قال رسول الله ﷺ لي ولأخي: هذان سيدا شباب أهل الجنة؟ « ما أجرأهم على الرحمن وعلى انتهاك حرمة الرسول ﷺ « أما بعد فكأن الدنيا لم تكن وكأن الآخرة لم تزل « إني لا أعلم أصحابًا أوفى ولا خيرًا من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي « هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا «هون ما نزل بي أنه بعين الله تعالى« اللّهمّ إن كان هذا يرضيك فخذ حتّى ترضى « خطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة « و ما أولهني إلى‏ أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف « و خيّر لي مصرعٌ أنا لاقيه « كأنّي بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات‏، بين النّواويس و كربلاء فيملأنّ منّي أكراشاً جوفاً، و أجربةً سغباً « لا محيص عن يومٍ خطّ بالقلـم «رضـى اللّه رضـانا أهل البيـت « نصبر على بلائـه و يوفّينـا أجـور الصّابريـن.