في الخطاب الأخير للأمين العام ن. ق.، هناك نقطة توقفنا عندها كثيرًا، وهي أن مقاتـ.لي الحزب المتموضعين بعيدًا عن الجبهة يطلبون أن يُرسلوا هناك ولا يطيقون الانتظار من أجل الالتحام بالعدو. بطولة وملاحم ذكرت في جُملة واحدة ولكنها كاشفة عن نُبل وبسالة هؤلاء المجهولين في الأرض المعروفين في السماء.
أعادنا طلَبَهُم هذا إلى تساؤل كان يدور بالخاطر. إذا كنّا الآن نشهد الأحزاب والحِصَار وبلوغ القلوب الحناجر، فمتى نرى خيبر؟ متى ينتقل المحاصَر إلى مُحاصِر، ومتى يتغير ردِّ الفعل إلى المبادرة، وماذا يخرجنا من حفر الخندق إلى الفتح المبين؟
وإجابتنا في بطل المعركتين، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع). فقبل أن يمُن الله عليه بإعطائه الراية لفتح خيبر، وقبل أن يشهد الرسول (ص) له بأنه "يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه"، قبل هذه وتِلك، كان الإمام هو الذي أخذ المبادرة في الأحزاب، وهو الذي أجاب عمرو بن عبد وُد إلى المبارزة، وطلب الخروج إليه وقد أحجم الجميع، فكأن الراية المنصورة كانت ثوابًا من أجل ذلك.
هذا هو مَعنى أن ننصر الله، يجب أولًا أن يأتي منّا هذا الطلب وهذا التحرق للقاء العدو، وألا يكون أمان القعود الذليل أحبّ إلينا من الخروج للقاء إحدى الحسنيين، وحينها ينزل الله نصره ويثبت الأقدام. العدوّ اليوم يدعو للمبارزة وهو مدّرع من الرأس لأخمص القدمين، يحجم عن مبارزته أو حتى معارضته العالم أجمع، ولكن خطاب الأمين العام أكد أن اليوم وإن غاب عنا عليّ، فهناك ألوف على نهج عليّ يقومون للمبارزة ويتنافسون عليها.
وعسى هؤلاء أن يعطيهم الله الراية غدًا، ليفتح على يديهم.



