Aren’t we on the side of the truth?
ألسنا على الحق؟

«ألسنا على الحق؟ إذن لا نبالي»

هذا الشعار يختصر كل المعارك والابتلاءات التي نخوضها في هذه الدنيا. فالله سبحانه وتعالى هو الحق وكل ما جاء به أنبياؤه ورسله هو الحق. وله دعوة الحق، وهو الذي يهدي إلى الحق. والله يطلب منا في هذه الدنيا أن نعرف الحق لنتبعه وننصره.

هناك من لا يبحث عن الحق ولا يسأل عنه ويتصور أن الله سبحانه وتعالى سيتجاوز عنه يوم القيامة بعذر الجهل. ولكن ليس كل جاهل معذور. بالمصطلح الفقهي هذا الجاهل يسمى بـ"الجاهل المقصر". الله يتجاوز عن "الجاهل القاصر" الذي لا يملك القدرة العقلية ليستوعب أو لم تتح له فرصة تحصيل المعرفة. أما من لم يبحث أصلاً ولم يسأل ولم يدقق ولم يتعب نفسه هذا اسمه «جاهل مُقَصِّر» وبالتالي سيحاسب يوم القيامة.

المطلوب أن نبحث عن الحق وبعد أن نبحث عنه أن نعرفه وبعد معرفته علينا أن نصدق به قلبيًا ومن بعد القبول القلبي علينا الإقرار والاعتراف به لسانًا. وهذه هو امتحان أعظم. فهناك من يعرف الحق، ولكنه يكتمه. ومن ثم علينا العمل بهذا الحق والالتزام به واتباعه. وأخيرًا علينا نصرة الحق والوقوف إلى جانبه. والدرجة الأعلى في نصرة الحق هي تقديم التضحيات. وهذا ما فعله الحسين عليه السلام في كربلاء. هذه قصة كربلاء. صراع الحق مع الباطل. ثورة الحق على الباطل. القتال الدامي بين جبهة الحق وجبهة الباطل. وكان على الناس أن يأخذوا موقفًا في هذه المعركة. ما كان يكفي معرفة الحق، وما كان يكفي القبول بالحق بالقلب وما كان يكفي أن تقر بهذا الحق باللسان، وإنما كانت المعركة تقتضي أن تدخل فيها لتدافع وتقاتل وتناصر وتضحي بالمال والنفس والولد.

كل من يحيي ذكرى استشهاد الحسين (ع) في مثل هذه الأيام يحيي ضرورة خوض هذا الصراع بين الحق والباطل والوقوف بجانب الحق والتضحية من أجله. ليست صدفة بأن كل جبهات إسناد غزة اليوم هي جبهات تنتمي إلى هذه المدرسة وإلى هذا الخط. هي جبهات تحملت مسؤولية نصرة الحق اقتداءً بإمامها، وهي تعلم بأن هذا الطريق مليء بالمشاكل والأخطار والتحديات الكبيرة والضوضاء والاتهامات والكلام المثبط للعزائم والتشكيك والتبخيس، إلخ. ولكن إذا كانت هذه الجبهات لا تبالي بالموت فهي لا تبالي بما هو دون الموت. لا تبالي بكل هذا الضجيج والفوضى الذي يعبر عن الضعف والوهن إن لم يكن يعبر عن العمالة والخيانة. وتقول للحق ولإمام الحق ما قاله ابنه علي الأكبر: «ألسنا على الحق؟» فقال الحسين (ع): «بلى، والذي إليه مرجع العباد» فرد عليه: «إذن لا نبالي أن نموت محقين».

خطبة السيد - ١ محرم - ملخص (بتصرف)

تاريخ النشر 08-07-2024