خرج الحسين (عليه السلام) من مكة متوجهًا إلى كربلاء يوم التروية قبل إتمام مناسك الحجّ، ولمّا سئل عن سبب العجلة في الخروج من مكّة، قال: «لو لم أعجل لأخذت» فلو لم يخرج من مكة لقتل فيها بل لقتل لو كان متعلقًا بأستار الكعبة. وهو عليه السلام لم يخفه القتل فهو خرج ليستشهد أصلًا ولكن خاف أن تهتك حرمة الكعبة وتهان. فهؤلاء لا يحترمون الكعبة ولا يحترمون أي شيء مقدس.
يقول علي شريعتي: "لقد علمنا (الحسين) درساً أعظم من شهادته، إنه عدم إتمام الحج! والتوجّه نحو الشهادة. الحج تلك السُنّة التي جاهد جميع أسلافه وأجداده وجده وأبيه من أجل إحيائها. إنه لا يتم هذا الحج؛ ويختار الشهادة. لا يكمل مراسم الحج ليعلم كل حجاج التاريخ ومصلّي التاريخ والمؤمنين بسنة إبراهيم أن الطواف حول بيت الله سيكون كالطواف حول بيت الأصنام إذا ضاع الهدف... إذا افتقد الحسين وكان يزيد!"