الغرض مرض

المثل عامي ومقابله المباشر في الفصحى هو "إن الهوى شريك العمى"، أي من نظر بعين تحيزه وتعصبه فلن يرى شيئا من الحقيقة.

وفي ذلك يقول الإمام علي (ع): "من طلب عيبًا وجده"، أي من التمس عيبًا في شخص أو فكرة أو غير ذلك دون أن يتجرد من هواه، فسيجد ما يعيبه سواء بالحق أو بالباطل.

وقريب من ذلك أيضًا المثل القائل:
"حبُّكَ الشَّيْءَ يُعْمِي ويُصِمُّ"

ومثله البيت الذي صار شطره الأول مثلًا:
وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ
وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا

وحب العمى داء أصيل في النفس البشرية لا تتخلص منه إلا بمجاهدة، بل إن الله إن هدى البشر للحقيقة لما فضلوها ولعادوا إلى تحيزاتهم وأهوائهم:
"وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"

ففي الآية تعاقب الفاءات يوحي بالسرعة، سرعة انحرافهم عن الحق ثم سرعة العذاب، ويلفت النظر أيضًا وصف الله للعذاب بأنه مهين مذل، وكيف يكون ذلك والصاعقة لا تكون إلا سريعة؟ إلا بأن الله أورثهم ذلًا في أنفسهم وهوانًا وأتتهم الصاعقة وهم على هذا الحال، أو أنه أهلكهم بعذاب فوري ولم يقِم لهم وزنا

تاريخ النشر 14-04-2024
اقتباسات أخرى ذات صلة