إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ

مرر الشاشة لقراءة مقالة في غاية الأهمية.

الخلاصة:
كُنْ فِي الْفِتْنَة كَابْن اللَّبُون.. لاَ ظَهْر فَيُرْكَبَ، وَلاَ ضَرْع فَيُحْلَبَ

(الفتنة: اسم يقع على كل شرّ وفساد. وابن اللبون: ولد الناقة إذا استكمل سنتين. لا ظهر فيركب: لا يستفاد منه في الركوب أو الحمولة لضعفه. ولا ضرع فيحلب: ولا هو أنثى ذات لبن فينتفع بلبنها.)

أي: كن كابن اللبون في أوقات الفتن لا يمكن الاستفادة منك او استغلالك لتأجيج أوارها. أي: عليك أن تحكم عقلك وتتوخى الحذر وألا تنساق للآخرين فتكون معاونًا للباطل ومناصرًا للظلم من حيث تشعر أو لا تشعر، أو ورقة يستغلها هذا الطرف أو ذاك لحسابات ضيقة أو مكاسب آنية أو شعارات عاطفية فضفاضة لا تصب في مصلحة الأمة. البعض قد يسيء فهم هذا المثل ويعتبرها نصيحة بالانطواء والعزلة وعدم التفاعل والحياد حتى في الأمور التي يكون فيها الحق جليًا. ولكن ليس هذا المراد من كلامه عليه السلام. فهناك فرق بين التخاذل وبين الحكمة في التعاطي مع الأمور.

***
مخاطر الطائفية
مقال مترجم عن حساب @IbnRiad على منصة X

إن الوحدة المتنامية في أنحاء العالم العربي الإسلامي هي تجلٍ لوحدة الساحات بين فصائل الmقاوmة بكل خلفياتها والأخوة بين المق.ـاتلين في الميدان، والأهم أنها تجلٍ بديع للوحدة بين السنة والشيعة.

الفتنة الطائفية التي ابتلينا بها على مدار العقود الماضية هي نتاج مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة (وتابعوها في المنطقة) لبث الفرقة والشقاق، وهي عين استراتيجية "فرق تسد" التي تتبعها حول العالم.

اتضح ذلك في عدة أمور منذ مطلع الألفية، وإن كان أهمها (وأكثرها نجاحًا للأسف) هو استغلالهم لأذرعهم الإعلامية في تصوير اعتدائهم الإمبريالي على سوريا أنه "حرب أهلية" ذات طبيعة طائفية.

الmقاوmة في غزة، أكثر المجموعات بطولة ونيلاً للاحترام والحب في أمتنا، خصصت ما تضرب به العدو من طلقات الهـ...اون والرشقات الصـ.ارو خ ية إلى إخوانهم في لبنان والعراق واليمن الذين بذلوا الغالي والنفيس دفاعًا عن غزة.

وبالمثل، فأعلام الmقاوmة في لبنان والعراق واليمن ترفرف بين أعلام فلسطين والmقاوmة الفلسطينية في شوارع العالم العربي الإسلامي، وتصدح هتافات الشعوب بأسمائهم.

تدريجيًا، بات هناك وضوح في الرؤية لا يمكن إنكاره، وضوح في فهم ما أدركه كثيرون منا منذ سنوات وباتت شعارات الكراهية غير قادرة على إخفائه، وهذا الوضوح ينتشر الآن بين عموم الجمهور. هذه إحدى ثمار طوف.ان الأقـ. .صى.

إن هذا الوضوح بلغ إلى حد أن أولئك الذين لا يزالون يتعلقون بأهداب الطائفية في ظل ما يحدث صاروا مفضوحين بأنهم غارقون بمحض إرادتهم في الكراهية والجهل ولن يتوقفوا عن ذلك، فصارت آراؤهم تدريجيًا بلا وزن، وإن كانت ذات وزن فإنها يُنظر إليها على أنها آراء عميلة مغرِضة.

ليس من المفاجئ إذًا أن نرى ارتفاع موجة السردية الطائفية القديمة على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما نراها بأعيننا تتهاوى في شوارع عواصمنا، وليس مفاجئًا أن نرى العملاء المعتادين يؤججونها في محاولة يائسة لإبقاء الفتنة الطائفية على قيد الحياة.

من المهم أن ندرك أن هذه السردية ما هي إلا أباطيل هدفها القضاء على هذه الوحدة المتنامية بين شعوبنا، وألا نصدق أنها انعكاس للواقع، وإنما هي مسعى لتشويه هذا الواقع.

إن العدو وأعوانه إذ يلجأون إلى تنشيط هؤلاء العملاء على الإنترنت إنما يثبتون النجاح الذي حققناه في رأب الصدع الطائفي. ولكننا لا بد أن نحافظ على وضوح الرؤية وألا نرتد على أعقابنا، وإنما نجاهد كي تزدهر هذه الوحدة.

هذا ينطبق على الجانبين (أي السنة والشيعة): إنما نحن إخوة، في الحرب والسلم، وسبيل ازدهارنا وتحررنا ونصرنا هو الوحدة والقوة التي نستمدها من هذه الوحدة.
سنخسر إن تركنا أنفسنا للفرقة
سنربح جميعًا أن اعتصمنا بالوحدة

لا تتركوا أنفسكم فريسة للسرديات ولا تخوضوا فيها أو تشجعوا أصحابها وإلا كنتم تخدمون العدو وتسلمونه رؤوسنا على طبق من ذهب، والأمر نفسه ينطبق على من ينشرون الكراهية، وعلى من يرونها ويسارعون في قول: "انظروا! ها هم يكرهوننا بالفعل!"

تاريخ النشر 03-04-2024
اقتباسات أخرى ذات صلة