من متع الشعر العربي أن ترى في البيت الواحد معنًى جميلًا فريدًا، وأن ترى في الآن نفسه امتداد هذا المعنى في قرون من تراثنا العربي، فبيت بدر الدريع هذا فيه ملمح من بيت الشريف الرضي (من العصر العباسي):
وَتَلَفَّتَت عَيني فَمُذ خَفِيَت
عَنها الطُلولُ تَلَفَّتَ القَلبُ
وكذلك من بيت الصمة القشيري (من العصر الأموي):
بَكَت عَينُك اليُسرى فَلَمّا زَجَرتَها
عَنِ الجَهلِ بَعدَ الحِلمِ أَسبَلَتا مَعا
ولكن تفرد بدر عنهما في معنى أن القلب يرى بالسماع، وهو يوحي من طرف خفي إلى بيت بشار بن برد:
يا قَومِ أَذني لِبَعضِ الحَيِّ عاشِقَةٌ
وَالأُذنُ تَعشَقُ قَبلَ العَينِ أَحيانا
والشعر فيه من ذلك الكثير، وباب التضمين والاقتباس والإحالة باب ماتع في آداب الضاد