ونحن نودّع عام 2024 ونستقبل عامًا جديدًا، نعيد النظر إلى الفارق الكبير بين بدايته والطوفان لم يمرّ عليه سوى شهران والمـ.قاومة تحظى بالتأييد الجارف، وحملات المقاطعة لا تزال نشطة، والدعم على مواقع التواصل في قمته، وبين نهايته التي تشهد هذا الانقلاب على الطوفان.
استُشـ.هـ.د كبار القادة، وأبرزهم سيد شهداء المقـ.اومة والسيد هاشم صفي الدين والصف الأول من قيادات الحزب في لبنان، وكذلك القادة يحيى السنو/ر وإسمـ.اعيل هنية وصالح الع/روي من غزة، اصطفاهم الله تعالى فذهبوا سُعداء بعد حياةٍ حُرّة أفنيت في سبيله.
ولما رأى المرجفون والمنافقون أن الكرّة قد تكون للعدوّ، أظهروا أنفسهم ونزعوا كل أقنعة الحياء، وعادت طائفيتهم وتلوّنهم وتعاميهم كسيرتها الأولى، وعاد لمزهم للتضحيات الكُبرى التي بُذِلت. وبالمقابل، لما رأى المؤمنون بهذه المسيرة ذلك، ما زادهم إلا إيمانًا وتسليما، وتمسكوا أكثر برسالتهم وبتراث الشـ.هداء، فكأن صف الحق اصطفى أهله، وصف الباطل اصطفى أهله.
يتردد الآن صدى قول السيد أن النصر لا ينزل على خليط. وها قد تمايزت الصفوف، فماذا بعد؟
الآن أكثر من أي وقت تحتاج القلة القابضة على الجمر إلى العمل. الوعي الجمعيّ لأمتنا يكاد يكون معدومًا، لم تؤثر فيه زلازل العام الماضي إلا قليلا لعوامل كثيرة. وبالتالي فمهمتنا لا بد أن تكون بناء الوعي وتحصينه، أن يكون هناك عملًا مستمرًا دائبًا نستعد به من ناحية اليقين والمعرفة إلى الجولات القادمة حتى يأتي الله بالنصر الموعود.
طوال هذا العام، تعلّمنا كثيرًا من النقاشات الثرية مع مجتمع ضاد الذي نعدّه من أكثر المجتمعات وعيًا على مواقع التواصل. نحن على وشك إطلاق موقعنا الإلكتروني في مطلع العام الجديد، وبسبب التحضيرات انشغلنا طوال الأيام الماضية ولكننا ماضون في التبيين كما عهدتمونا بإذن الله تعالى.