هذه الآية من سورة الأنفال تتضمن أمرًا إلهيًا بأن المؤمنين إن استنصروا (أي طلبوا النصر) من إخوانهم، فيجب التحرك لنصرهم فورًا، سواء بالنفير أو بالمال، وإن كانوا أسرى فالنصرة أوجب، كما أورد القرطبي في تفسيره: "والنصرة لهم واجبة ، حتى لا تبقى منا عين تطرف".
وفي معنى عدم خذلان الأخوة في الإيمان، يأتي حديث النبي معبرًا عن النصرة القلبية: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، الذي خصص التعاطف والتراحم في وقت الشكوى والمحن؛ فكثيرون من يؤازرون في وقت الرخاء، ولكن كم من مؤازر في وقت الشدة؟ وكم من متبع للأمر الإلهي للنصرة؟
بل وإن النبي يذهب إلى أبعد من ذلك، إذ يجعل نصرة الإخوان بالفِعل، لا بالتعاطف والتراحم فقط، موجِبًا للجزاء بالمثل من الله تعالى، من يَنصُر يَعَزّ، ومن يخذُل يذل:
"ما من امرئ يخذل امرأً مسلماً عند مواطن تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله عز وجل في مواطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر امرأً مسلماً عند مواطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله عز وجل في مواطن يحب فيه نصرته".
الأحداث الحالية أثبتت أن الفئة المتمسكة بحق النصرة والقائمة به على خير وجوهه هي قلة (قلة عددية لا يضرها من خذلها) أنفقت المليارات لتشويههم وشيطنتهم ولكن ذهبت هذه المليارات بددا وعادت الأمور إلى نصابها.



