{ثُمَّ أَدْبَرَ} عن الحقيقة التي كانت واضحةً في وحي الله {وَاسْتَكْبَرَ} عن الإذعان في ما يفرضه الوجدان من قناعةٍ مؤكدةٍ، لأن المشكلة في هؤلاء المستكبرين أنهم يعتبرون ذاتهم كل شيء في تقييم الحقيقة، فلا يتحركون أبعد من تلك الدائرة التي يحصر بها الكافرون ذواتهم (تفسير من وحي القرآن)
الكبر هو الذي بلغ بإبليس إلى الكفر {إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}
والكفر هو نكران الحقيقة ليس إلا.
الجذر ك-ف-ر أصل يدل على الستر والتغطية
فيوصف الليل المظلم بالكافر لستره الأشخاص، ويوصف الزارع بالكافر لأنه يستر البذور في الأرض.
ومن هذا المعنى اشتُق الكفر بمعنى جحود الحق ونكرانه. فالكفر ليس مجرد عدم الإيمان، وإنما هو ستر الحق، أن تبلغك الحجة جلية صافية لكنك تصد عنها بعد معرفة لأنها قد تناقض مصلحتك أو قناعاتك أو هواك.