No testament to one’s virtues is as truthful as the confession of an enemy
وَشَمَائِلٌ شَهِدَ العَدُوُّ بفَضْلِها والفَضْلُ مَا شَهِدَتْ بِهِ الأَعْدَاءُ

هذا البيت يختصر في كلمات قلائل جانبًا من فضائل آل البيت عليهم السلام التي قلما نتوقف عندها، جانب الإعجاب والاحترام من الخصوم والأعداء، بل ومن قتلتهم!

فعن أنس ابن مالك أنه كان عند ابن زياد إذ جيء برأس الحسين فجعل ابن زياد يضرب بعصاه في أنفه وشفتيه ويقول: «ما رأيت مثل هذا حسنا!»

وقال يزيد في علي بن الحسين زين العابدين «إنّه من أهل بيت قد زقّوا العلم زقا… وإن صَعِد هذا المنبر لم ينزل إلاّ بفضيحتي وبفضيحة آل أبي سفيان»

وقد تكرر ذلك كثيرا في سيرة آل البيت، فمثلا نجد أن الخوارج وهم يكفّرون الإمام علي، وسينتهي المطاف بأحدهم يغتاله يقولون: «قاتله الله كافرا ما أفقهه!»
.
ثم قبل هذا وذاك نجد قريش وهي لا تجحد فضل النبي ﷺ وإنما يحاربونه طمعًا في الرياسة الدنيوية، فكانت قريش تعترف بأنه الصادق الأمين وتعترف بأخلاقه الرفيعة ولذلك أصابتهم البعثة بالارتباك الشديد.

وجاء في تاريخ الخلفاء للسيوطي عن الإمام ابن حنبل أنه سأل أباه عن علي ومعاوية، فقال: «اعلم أن عليًّا كان كثير الأعداء، ففتش له أعداؤه عيبًا فلم يجدوا، فجاءوا إلى رجل قد حاربه وقاتله (أي معاوية)، فأطروه كيادًا منهم له»

ويقول عباس محمود العقاد في كتابه عن معاوية «فكثير من الثناء لا يصدر عن حب للمثني عليه كما يصدر عن حقد على غيره، وكثير من هذا الحقد تبعثه الفضائل ولا تبعثه العيوب»

فالكفر ليس كما قد نفترض جهلٌ بماهية الحقيقة، وإنما قد يكون محض إنكار نابع من مصالح دنيوية أو حتى حقد شخصي على الأعلام المرشدة إليها. ولذلك بين الحين والآخر قد تنطق الألسنة الجاحدة بالحق وتعترف بالفضل لأهله وهي راغمة.

أو كما يقول تعالى: "وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا"

تاريخ النشر 21-07-2023
اقتباسات أخرى ذات صلة