.
لأئمة أهل البيت عليهم السلام أسلوب خاص في دعاء الله عز وجل ومناجاته، يعرف ذلك من آنس بكلامهم وخاض في بحر أدعيتهم. ودعاء الإمام الحسين عليه السلام في يوم عرفة من أروع أدعية آل البيت الخاصة بإحياء هذا اليوم المبارك لما يحتويه من مضامين عالية. فهذا الدعاء يدفع الإنسان لتأمل نعم الله تعالى بكل ذرة من ذرات جسده. عندما يقرأ الداعي كلمات هذا الدعاء يشعر أن كل جوارحه تكاد تنطق وتقر مع لسانه بالعجز عن شكر نعم الله عليه.
.
وهذا الشكر والثناء على الله تعالى هو من أهم آداب الدعاء. فينبغي للداعي إذا أراد أن يسأل ربه شيئًا من حوائج الدنيا والآخرة أن يحمد الله ويثني عليه، ويشكر ألطافه ونعمه قبل أن يشرع في الدعاء. يقول أمير المؤمنين عليه السلام: الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحًا لذكره، وسببًا للمزيد من فضله.

فلك الحمد والشكر يا رب العالمين.
لَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا يَدُومُ بِدَوَامِكَ، وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا خَالِدًا بِنِعْمَتِكَ.
وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا يُوَازِي صُنْعَكَ، وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا يَزِيدُ عَلَى رِضَاكَ.
وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا مَعَ حَمْدِ كُلِّ حَامِدٍ، وَ شُكْرًا يَقْصُرُ عَنْهُ شُكْرُ كُلِّ شَاكِرٍ.
حَمْدًا لَا يَنْبَغِي إِلَّا لَكَ، وَ لَا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَّا إِلَيْكَ.
حَمْدًا يُسْتَدَامُ بِهِ الْأَوَّلُ، وَ يُسْتَدْعَى بِهِ دَوَامُ الْآخِرِ.