"دار المُقامة" اسم من أسماء الجنة ورد في القرآن الكريم مرة واحدة فقط، وسُميّت الجنة بدار المُقامة لأن أهلها يقيمون فيها ولا يخرجون منها ولا يتحوّلون عنها لكثرة خيراتها وتوالي مسرّاتها وزوال كُدوراتِها. ولهذا السبب أطلقنا اسم مُقامة على مبادرتنا.
مُقامة @moqama.kw هي حِراك عمراني ثقافي يربط بين الإنسان والعمران وما وراءهما، ويسعى هذا الحِراك للوصول إلى عمران محلّي معاصر مستدام يعكس ثقافتنا ويناسب بيئتنا.
ما العلاقة إذن بين "دار المقامة" في الآخرة وبين العمران الدنيوي؟
لطالما استلهم المسلمون إبداع خلق الله عز وجل في عمارتهم، لأن الخالق سبحانه تعالى خلق الأكوان ومن عليها في أحسن وأمثل صورة، فعلى سبيل المثال؛ استوحى المسلمون النسب والأشكال في زخارفهم وفنونهم من النباتات وعلم الفلك والنسب ما بين الكواكب.
مثال آخر يتجلّى في الفناء الداخلي لمنازلهم، حيث كان الفناء الداخلي بخُضرته ونوافيره يعكس تصور المسلمين عن جنة الرحمن، بحيث يرغب الإنسان بالإقامة في منزله لأطول فترة ممكنة لأنه يبعث بالراحة والسكينة بعد يوم مليء بالعناء. كما يشكّل الفناء الداخلي أيضًا حلقة الوصل العمودية بين الأرض والسماء، ويشجّع على تأمّل بديع خلق الله.
كان المنزل بالنسبة للمسلم ليس مجرد أربعة جدران بليدة، وإنما سكن يتنفس بالحياة ويذكر الإنسان بنعيم الرحمن، وكان لذلك هدف أكبر وآثار إيجابية كثيرة سنوضحها في المنشورات القادمة.
✍🏼عبدالعزيز العنزي
مهندس معماري من الكويت
مؤسس @moqama.kw ، @takweenkwt
•••
أصدقاء ضاد: سلسلة من المنشورات نخصصها لعرض مساهمات أصدقاء صفحة ضاد. هدفنا طرح مواضيع متنوعة من وجهات نظر مختلفة وتسليط الضوء على شعراء وكتاب وباحثين ومهتمين بالشأن الثقافي من جميع أنحاء الوطن العربي.