{إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة}
تحذر هذه الآية من الخوض في اعراض الناس بل استساغة الحديث في اعراض الناس. لاحظوا: الآية لا تقول {الذين يشيعون الفاحشة} بل {الذين يحبون أن تشيع الفاحشة} أي الذين يحبون شيوع خبرها بين عامة الناس ولو لم يتكلَّموا بالخبر. فلا يكفي في الصلاح أن يمتنع الإنسان عن عمل السوء بل لا بد من أن تكون النفس صالحة في مشاعرها ودوافعها.
لذلك، حين تسمع خبرًا يخدش الحياء أو يتناول الأعراض، فإياك أن تشيعه في الناس فالله تعالى لم يعصم أحدًا من المعصية وعمل السيئة، لكن الأسوء من السيئة إشاعتها بين الناس. والإسلام يؤكد على احترام الفرد في خطئه، وحصر الخطأ في الدائرة الخاصة المتصلة بالمسؤولية، لينال جزاءه عليه، أو ليتراجع عنه. فالله سبحانه يريد أن يفسح للمذنب فرصة التحرك نحو التصحيح في خطوة تراجعية دون أن يفقد شيئًا من الإحساس بالكرامة، ما دام الخطأ حالة طارئة خفيّة عاشها، ويشعر بثقلها في داخله.
ولقد ورد في الحديث الشريف عن الرسول ﷺ في ما رواه الإمام الصادق عنه، قال: "من أذاع فاحشة كان كمبتدئها". وقد ورد في الحديث الشريف: «لا تتبعوا عورات المؤمنين، فإنه من تتبع عورات المؤمنين تتبع اللَّه عورته، ومن تتبع اللَّه عورته فضحه»
المصادر: تفسير خواطر للشعراوي، تفسير من وحي القرآن للسيد فضل الله