بعد أن وضعت الحرب أوزارها، خرج الفريق المعتاد ليقول لنا "أي نصرٍ هذا الذي خلّف هذا الدمار والضحايا"، ويستغربون من يرى أن هذه خطوة نحو تحقيق وعد الله.
يتضمن القرآن الكريم وعودًا للمؤمنين، أغلبها أُخروي وبعضها دنيوي، مثل قوله تعالى للرسل: " إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ " (الصافات 172 - 173)، وقوله لأمتنا عن أعدائها: "لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ".
ولكن الآية التي لفتت نظرتنا ونجدها من أصدق ما يُعبّر عن الوضع في معسكر العدوّ هي الآية في المنشور... "الخِزْي" هو الجو العام السائد في الكيان، وليست هذه قراءتنا نحن، بل ما يقولونه بألسنتهم
من بُكاء الوزراء في الحكومة قبل الموافقة على صفقة إطلاق النار التي وصفها أحد الأحزاب الكُبرى بالصفقة مخزية (shameful)، إلى الاستقالات المتتالية في قيادات الجيش، أبرزها استقالة رئيس الأركان بسبب "الفشل الذريع" في الحرب. واليوم، أقر الكيان قانونًا يعاقب بالسجن 5 سنوات على انتقاد الرواية الرسمية عن السابع من أكتوبر أو يدافع عن المـ.قاومة وشركائها أو حتى يعبر عن تعاطفه معهم،
كل هذه التصرّفات، هل هي تصرّفات منتصرين؟ أم أنها تصرفات خزي وعار سيظل يلاحقهم حتى يزول الكِيان، بل إن بعضهم يقول إن هذه الحرب تهدد وجودهم في حد ذاته.
أين ذلك من قصص العزة والكرامة التي ينشرها أهالي غزة، والبطولات الملحمية التي نسمع عن أجزاء منها الآن، وسنظل نسمع عنها كثيرًا، وستصبح منارة تستلهمها الأمة لأجيال وأجيال؟
هذا النقاش الذي يثيره المشككون الآن ليس إلا مصداقًا للآية الكريمة: "وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ "، وأنى لهم أن يفهموا هذه العزة؟