{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿١٠٧﴾ لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}
"إن قيمة المسجد في الإسلام… لا تنطلق من الشكل (والمبنى)، بل من المضمون من حيث الدوافع الخيّرة التي تدفع إليه، والأجواء التي تحيط به، والنتائج التي تتحقق من خلاله، وذلك هو مقياس العمل الصالح... فإن الله قد يتقبل العمل القليل إذا كان منبعثاً من إخلاصٍ قلبيّ وعبوديّة مخلصة، ويرفض العمل الكثير إذا كان أساسه الرياء والمباهاة والإضرار بالآخرين. وهذا هو الذي جعل مسجد قبا، موضع التقدير والرعاية من الله ورسوله، لأنه مسجد أسس على التقوى.. أمّا مسجد الضرار كان هدفه الحصول على امتيازات من وحي الأنانية العشائرية أو الشخصية ولذلك واجههم الله والرسول بطريقةٍ حاسمةٍ وذلك بامتناع النبي عن الصلاة فيه من جهةٍ.. وتهديمه وإحراقه من جهةٍ أخرى وما يستتبع ذلك من كشفٍ لنواياهم السيّئة وأفكارهم الخبيثة" (تفسير من وحي القرآن للعلامة السيد محمد حسين فضل الله)
وهذا مصداق لمقولة "حق يراد به باطل". فإن كان الظاهر منه (مسجدا) يُتَعبد فيه المولى عز وجل إلا أنه بني على باطل ومن هنا تأتي أهمية الوعي بأساليب من يستغلون طهر الأعمال الخيرية من جانبها السطحي والساذج في سبيل الإساءة إلى الأهداف الأسمى
{وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}