العنقاء طائر خُرافِيّ لدى عددٍ من الحضارات القديمة. يُروى إنها في مرحلة من حياتِها تأوي إلى عشّها لتحترق تمامًا، ومن الرّماد تنبعث العنقاء مرّةً أُخرى لتبدأ حياتها من جديد وتصبح أشد وأقوى.
العنقاء، الكائن المستحيل، رمزٌ اتخذته غزة رمزًا لها، يحمل علم بلدية غزة صورة لعنقاء بأجنحة من نار، وكان هناك في وسط مدينة غزة نصبًا تذكاريًا للطائر الذي يُعدّ رمزًا مثاليًا لجوهر غزة. من وسط الرّماد تنهض العنقاء لأن هذه هي طبيعتها، تمامًا كما ستنهض غزة مجددًا من وسط والأنقاض، أجمل وأروع مما كانت يومًا.
خروج المقاومـ.ين من تحت الأرض بعد أشهر الحرب الضروس، بملابسهم مهندمة وبقاماتهم تطاول عنان السماء بعزة الانتصار... عودة النازحين مرة أخرى بعد أشهر من التهجير لينظفوا الشوارع ويزيلوا الركام، هو إعلان للميلاد الجديد.
الصور التي نراها اليوم للدمار المهول للأحياء والمخيمات، والناس التي لا تتعرف على شوارعها ودورها، اليوم نشعر بألمها ومرارتها، لكنّها ذات يوم ستصبح شاهدًا على البعث والتجدد والتمكين في الأرض.