ما فتئ الكثير من الناس يحاولونَ البحث عن السعادة، ولعلّ ضالتهم المنشودة، تكمنُ في أشياء خيالية يصنعونها بأنفسهم تارةً، أو يصنعها الإعلام الموجه وبعض الدول تارةً أخرى.
القرآن اعتبر أن "الخوف" هو أفظعُ شعورٍ يمرُ على بني البشر، أسوأُ شعور ينغّص على الإنسان حياته ويشعره بالقلق المستمر وضياع النفس ومن ثم فقدان معنى الحياة وقيمتها.
وبالمقابل اعتبر " الأمان" هو معنى الحياة وهو الهدف المنشود ونقطة القوة لبني البشر الذي إنْ استشعروه في قرارة أنفسهم أغناهم عن "السعادة" التي هي لحظيةٌ ومؤقتة في هذه الدنيا، وأساسًا أحدُ وجوه تسمية الإيمان، هي أن المؤمن بعد إيمانه يشعر بالأمن، والشواهد من القرآن الكريم كثير، حينما يصف الله أولياءه المؤمنين ويُثني عليهم يقول أنهم بلا خوف، وأن الأمن والأمان يغمر كل كيانهم.
يقول الله سبحانه وتعالى " الذين آمنوا ولم يُلبسوا إيمانهم بظلمٍ أولئك لهم الأمن وهم مهتدون" " ألا إن أولياء الله لا خوفٌ عليهم" " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوفٌ عليهم "" الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب"
من بعد هذا ينبغي للمؤمن أن يقيس ثمرة تدينه ونتائجها على نفسه، هل يشعر بحلاوة الأمن والطمأنينة في محضر الله؟ هل يشعر بإسباغ ذيل الرضا وإسبال ثوب النعمة عليه؟ إن لم يكن قد شعر بذلك فليبحث عن مكامن الخلل في نفسه، ولعلّ في الآيات الشريفة والروايات ما يشير إلى بعضها ومن أهمها: قلة المراقبة، الذنوب، .. إلخ.
فلنحاول أن لا نقع في غياهب الخوف الذي اعتبره الله تبارك وتعالى من الشيطان "استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله" فهذا هو عمل الشيطان، يراك هادئًا مطمئنًا فيأتي ليزلزلك وينغّص عليك حياتك "تؤزهم أزًا" ومن ثم يستحوذ عليك فينسيك سبيلك وضالتك الحقيقة، وهو الانشغال بذكر الله الذي يُعين على هدوء النفس وسكونها، والنفس إن هدأتْ اطمأنتْ وشعرت بالأمان.