إن المنهج الذي يبثّهُ الإسلام في تعريف الحرية هو ذلكم المنهج الذي يضمنُ مصلحة الأمة، واستمرار حركة الإنسان، وأيُ جماعة يصدر منها رأيٌ يهتكُ هذين الشرطين، ثم تريد هذه الجماعة تطبيق هذا الرأيِ بحجة أنها الأغلبية في المجتمع، هو رأيٌ يرفضه الإسلام، لما له من آثارٍ خطيرةٍ على استمرار حركة المجتمع الإنساني واجتثاثِ مصلحة الأمة.
ومن هنا أقول: الإسلام لا ينظرُ في الآراء هل كانت صادرةً من الأغلبية أم لا، بل يراعي تحقق مصالح المجتمع الإنساني ودرء المفاسد لهذا المجتمع، إذ يمكن أن يأخذ بقرارٍ متجهٍ ناهضٍ صادر من رجل واحد يتمتع بالبصيرة والتشخيص السليم، ويتركُ رأيَ الأغلبية الخاطئ المتحرك من الهوى والعاطفة.



