هنالك من يعتقد أنني أبالغ في كتابة اليسير في السيد المستطاب، وإنني أتفهم رسائلكم وأعذركم، فكيف أشرح لكم عن العشق دون أن يتذوق الواحد منكم من كأسه؟ فمن ذاق عرف، ومن عرف اغترف.
من أين أبدأ حتى أشرح؟ من بعثة النبي الأكرم أم من ليالي صفين؟ كيف أشرح لكم أن سيّدنا امتداد لخط الأوصياء والأولياء؟
هذا سرّ من أسرار كون أهل الحق قلّة دومًا لأن معارفهم مركّبة، أصحاب بصائر ووعي يعرفون الطريق والهدف ويملكون المَلكة على استجلاب الوقائع التاريخية واسقاطها على واقعنا بهدف تمييز أهل الحق عن غيرهم، بينما أهل الباطل كثرة لأنه لا يحتاج لعشق، ولا أهله أصحاب معارف أخذوها بصعوبة، بل سهل الغواية يتناسب من النفس الأمّارة، سبيله الشهوات وما أسرع الانقياد إليه.