في خطابه الأخير، وضع الأمين العام منهجًا من ثلاث محاوِر لعمل الحزب وكل من يتبع مسيرته. هذا المنهج يتمثل في:
1. التمسُّك بالإسلام المحمديّ الأصيل.
2. مقاومة العدوّ كأولوية
3. المزج بين الروحانيّة والعمليّة
هذه البنود الثلاثة تلخص البوصلة القرآنية بامتياز:
- فأن تكون نقطة الانطلاق هي العقيدة يؤدي إلى رسوخ القدم حتى في أصعب الصعوبات. أن تكون العودة دائمًا إلى محمد وآل محمد صلوات الله عليهم يعني أنك تغترف من أروع تراث عرفته البشرية، في الانتصار تستلهم بدرًا وفي الحصار تستلهم الأحزاب وفي الهزيمة تستلهم أحد.. في انتصار السيف تستلهم صفين وفي انتصار الدم تستلهم كربلاء. وفي كلّ حالٍ تشعر أنك تعمل بمشيئة رب العالمين ولا يمكن أن تنهزم.
- وأن تترجم هذه العقيدة إلى عمل يعني رفض الانعزال والانكفاء على الذات والاكتفاء بطقوس الدين دون رَوْحه، وأن يتجلى هذا العمل في مقاومة العدوّ الأقوى على وجه الأرض هو التطبيق الأسمى لقوله تعالى "اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ"، فالله يقول لنا إن المعارك الكُبرى هي الأولوية، لا المعارك الهامشية التي تُشعِر الإنسان أنه يحقق شيئًا يعذره عن عدم نجدة المستضعفين.
- وأن تكون إنسانًا متكاملًا يسمو روحانيًا في رحلة تزكية النفس ويشتبك مع الواقع عمليًا في ميادين التكليف، يعني أنّك قد أدركت مهمتك على هذه الأرض كامتداد لإرادة السماء وخليفة للخالق سبحانه، وهو ما جسّده القادة واحدًا تلو الآخر على مستوى الجهود التنظيمية والسياسية والإدارية من ناحية، وعلى مستوى الجهود التربوية الدينية الروحيّة من ناحية أخرى.
هذه المحاور الثلاثة التي رسمها الأمين العام هي التي ستضمن استمرار هذه المسيرة وتصاعد نجاحاتها، الآن وغدًا. وقد كان خطابه في تذكر القادة الراحلين وإسهاماتهم ثم استشراف المستقبل في ضوء سيرتهم هو خير شاهد على الشعار الخالد "لن تسقط لنا راية".