Rejoice, master!
أَبْشِر يا سَيِّدنا

هناك بطولات تتجاوز حدود الخيال، تنفذ إلى أعماق الروح وتعيد تشكيل موازين القلوب، كأنها تعيد تعريف الممكن وتوسّع حدود المستحيل. تلك هي بطولات السيد، الذي أطلق لرجاله عهدًا يكتب بالدم، حيث المستحيل يُطوَع، والعدو يُذلَ.

أبشر يا سيّدنا، فإن الثأر الذي زرعته في قلوب رجالك لا يعرف الخمود. انظر من عليائك، لترى رايتك وقد بقيت مرفوعة. رجالك اليوم هم امتداد لخطاك، لا يهابون الموت لأنهم أدركوا أن الشه/ادة حياة، وأن فلسطين تستحق أن تشترى بأغلى الأثمان. لقد صاروا مثلما أردتهم، خناجر لا تعرف إلا صدر العدو، لا يلتفتون إلى ما دون ذلك، لأن بوصلتهم لا تخطئ طريقها نحو فلسطين وما سواه هوامش.

في كل زمن يختار التاريخ ذبيحًا، كلما انحرف الطريق، جادوا برؤوسهم ليستقيم، وكلما بيعت القضية كانوا يشترونها بنجيع الدم، لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم. وذبيح هذا الزمن هو السيد، السيَد الذي امتلات الأرض بالبواكي عليه، لكن ثأره ليس كأي ثأر، إنه ثأر الله، ثأر القضية التي لا تموت.

وأنا المعلق بالأمل، أرتقب لحظة الانتصار الذي طالما وعدنا به. سنحمله يوم الأحد، لا مجرد شه/يد، بل أيقونة، ليطعم الناس خبز الطيبات، مرفوعًا على الأكتاف، تنحني لعظمته قامات وهامات، ووصية تتردد في آذان رفاقه، كأنه حيّ بيننا، يخط بدمه خريطة الطريق. فلا أحد يصدق أن السّيد قد مات، لأن موته كان حياةً لفلسطين، ولأن روحه الثائرة ما زالت تروي الحكاية، حكاية لا تنتهي إلا بزوال الاحتلال. إنه المنتظر رغم موته اللائق به جدًا، ولو سدت طرق الأرض؛ سنأتيه من السماء فمن يقدر على إلقاء القبض على الغيث؟ وسنحمل نعشه السيّد قام، حقًّا قام!

✍🏼 @hassanomar_99

تاريخ النشر 22-02-2025