that a human being attains only what he strives for
وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ

عجبًا لنوع من " المثقفين" يصيح بتحرير فلسطين ويصفّق لكل رصاصة تطلق، فإذا به يتواری خلف جدران التشكيك والعويل عند أول عطاء للحرية كأنما كان يعتقد أن الثورات تشاهد كالمسلسلات، لا تعبُر شاشاتها رائحة الدماء!

لعل هذا الموقف المتناقض وليد روح العصر التي نشرها الغرب كالوباء: عدميةٌ تجلس على سرير الوجودية الفارغة، كما تربي إنسانًا هشًا يتعلق بـ"البوذية الاستهلاكية" - كما يسميها الفيلسوف سلافوي - وهي تتواءم مع الإنسان النفعيّ الحديث، ذو الطبيعة الهاربة واللامسؤولة، حيث يريد: سلطة بلا تضحية، ثروة بلا عمل، حبًا بلا التزام.

أتراهم يظنّون أن التحرير يُشترى ببطاقة ائتمان؟ أو أنّه يُحمل إليهم باتصال هاتفيّ؟ إنّه الجيل الذي ألِف الحصول على كل مراده بدون تعب، فصار يتوهم أن الحق يمكن انتزاعه من بين أنياب الطغاة بدون رائحة البارود.

حتى التديّن لم يسلم من هذه النزعة: فمنهم من يريد وجه الله بلا صلاة، والجنة بلا جهـ/اد والقربى بلا تضحية. يحاول شرعنة أهوائه تحت شعار التأويل الروحي، كأن الدين مطيّة لتبرير الانحراف! هكذا يصنع الإنسان الحديث دينًا على مقاس ضعفه، لقد استحدثَ مجانية الحصول من دون دفع أثمان.

لكن، ويلَ هؤلاء! أما فهموا أن سُنة الحياة ترفض المجانية؟
"وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ". فالدموع التي تهطل على شاشات التواصل لا تدفع ثمن الحرية، ولا تصنع مستقبلاً للأجيال. الحق وحده لا يورث، بل يكتسب.

ومن لم يدفع ضريبته اليوم، سيدفع أضعافها غدًا.

✍🏼 @hassanomar_99

تاريخ النشر 02-04-2025
اقتباسات أخرى ذات صلة