بسم الله الرحمن الرحيم
يروى عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) في حديثه مع كُميل بن زياد أنه قال: "يا كميل، ما من حركةٍ إلا وأنت محتاجٌ فيها إلى معرفة“.
كيف إذًا يبني الإنسان هذه المعرفة ويحصِّل الوعي والبصيرة والبوصلة التي لا تخطئ في تحديد الاتجاه؟ كيف يؤسس لنفسه ولغيره ثقافة تمهد الطريق نحو التحرير، ولا تهتز بالأكاذيب، ولا تصدق إلا الصادقين.
يظن كثيرٌ من النّاس في عصر الأخبار اللحظية والمتابعة المباشرة أن مجرد الاحتكاك بالأحداث من خلال مواقع التواصل والبرامج الحوارية يجعل المرء واعيًا بالقضايا التي يتابعها، في حين أن هناك أناس قضوا أعمارهم أمام الشاشات ولا يزالون أميّين في أبجديات القضايا التي يتابعونها بلا انقطاع.
الثقافة الحقّة تحتاج من الإنسان أن ينفصل عن ماجريات زمانه إلى حين، وأن يعود إلى الأعمال الأصيلة لكي يتعلم منها ويكتسب معرفة تاريخية ذات تسلسل واضح (بخلاف نشرات الأخبار التي تغطي الأحداث بدون سياق) ويكتسب النماذج التحليلية التي تعينه على فهم واقعه، ويتعرف على ملامح التجربة الإنسانية في العوالم التي لا يعرف عنها شيئًا.
ولأن الوعي لا يولد فجأة، بل يُبنى، ويُربّى، ويُصقل، ويُنحت بالتأمل والصبر، فقد أعددنا قائمة من نحو 100 عمل محورها هو قضية فلسطين والصراع مع العدو على مختلف الجبهات، جمعنا فيها بين التاريخ والفكر والأدب. هذه القائمة هي محاولة للمساهمة في بناء الوعي المقاوم المتجذّر، الذي يرى في كل شهيد طريقًا، وفي كل مجزرة امتحانًا، وفي كل نقطة دم نداءً للنهوض.
فلسطين هي محور هذه القائمة المقترحة لمركزيتها في فهم العالم الذي نعيش فيه، والتحدي الكبير الذي تواجهه الأمة. فهي ليست قضية جغرافية ولا إقليمية، بل اختبار إيمانيّ، وميزان أخلاقي، ومعيار وجودي. وعلى كل فرد أن يحدد موقعه ويفكر كثيرًا في كيف سينجح في هذا الاختبار.
يقول الدكتور حسن عمر الذي أعد جزءًا كبيرًا من الترشيحات:
"نحن لا نقاتل العدو فقط بالسلاح. نحن نقاتله بالمعرفة، وبالصبر، وبالبصيرة. نقاتله لأننا نعلم من نحن، ومن ربنا، ومن عدونا. لأننا نحمل مشروعًا، لا مجرد صراخ أو انفعال. مشروعًا يحتاج إلى وعيٍ عميق، لا إلى تحريضٍ عابر. هذا الوعي ليس ترفًا، ولا رفاهية فكرية، بل هو تكليف... فالمعركة اليوم لم تعد فقط في الميدان، بل في العقول، في الرواية، في المفاهيم، في كيف يرى الإنسانُ الحقَّ والباطل، وكيف يختار موقعه بينهما".