At times, we prevailed over our foe, and at times, they prevailed over us.
فَمَرَّةً لَنَا مِنْ عَدُوِّنَا وَمَرَّةً لِعَدُوِّنَا مِنَّا

استدراكاً لما سيأتي من مفاهيم خاطئة عن الحرب، لأن الوعي المهتوك لدى بعضنا، يخبره أن الحرب لقمة سائغة متى ما أحب الإنسان تناولها، ولأن بعضنا سيتبرع بالتحليلات الماورائية بـ "يجب ولا يجب" و "ينبغي ولا ينبغي" كما أن بعضنا يظن الحرب ضارباً لا مضروب، وقاتلاً لا مقتول، مُؤلِماً لا متألم.

نقول: المفهوم القرآني للقتال والقتل واضح لا لبس فيه، فالقتال ليس أمراً محببًا فهو كره [كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون]

وفي القتال لابد أن تسفك دماء عزيزة لمن أراد الكرامة والرفعة والإباء [يقاتلون في سبيل الله فَيَقتُلُون وَيُقتَلُون] فكما أننا نقتلهم ونبطش بهم البطشة الحيدرية، هم كذلك سيهاجمونا وسيحاولون قتلنا وإيذاءنا.

فإن كنت تحسب الحرب كمشاهد تلفزيونية تراها وتتشبع فرحاً حين الفتك بالعدو ولكن حين ضرب العدو لنا وقتله قادتنا وأبناءنا وتهديمه لمبانينا ومقدراتنا تجلس القرفصاء وتقول (لماذا هكذا) (هناك خلل) وتحلل وتأخذ وضعية الخبير الاستراتيجي.. هذا الفعل هو تثبيط هَبلٌ وخَطل!

الحرب التي نخوضها حرب بين إيمان وطغيان، ولنا فهمنا للحرب وفلسفتها وقوانينها وسننها الإلهية، فضلاً عن الفطنة والكياسة الإيمانية.

لذلك في الحرب سنتألم ونتألم لكننا لا نرضخ [إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون]

وفي الحرب سيمُسنا القرح [إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء] فلا بد من تمحيص للإيمان ولا بد من فائزين شهداء.

في الحرب سنغربل بغربال يسقط منه خلق كثير، تتمايز الناس فيه ويظهر مستوى البصيرة و الإيمان الفعلي العملي، لا القولي الشكلي الظاهري [وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان]. ولقد تجد هذه الآية المخيفة، تنبيهاً لي ولك، فلو قيل لك بعد تحليلاتك، تعال قاتل أو ادفع، ماذا ستقول؟

في الحرب عليك أن تتواضع وأن تُنزل نفسك منزلها وأن تزِنها فرحم الله امرئ عرف قدر نفسه؛ وأنا هنا لا أصادر عليك حق التفكير وحق الرأي إنما أقول لك [بل الإنسان على نفسه بصيرة].

في حرب الإيمان ما دمت أنت المؤمن وأنت صاحب الحق عليك ألا تشك طرفة عين بأنك منتصر لا محالة، عليك أن تؤمن بالقيادة عليك أن تثق بالله، عليك أن تُوَطِن النفس على التضحية والبذل بالنفس والمال والبنون، عليك أن تؤمن بـ [أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير]

✍🏼 م.م.

تاريخ النشر 15-06-2025
اقتباسات أخرى ذات صلة