مناجاة المحبين

الحب الإلهي

عندما أطلقنا مطبوعتنا الفنية "طوق الحمامة" عن درجات الحب في اللغة العربية @arabicwords.shop، نشرنا أبياتًا كثيرة تتضمن كل درجة، وذلك في سياق التعبير عن الحب البشري، ولكن كثيرًا ما تستخدم هذه الألفاظ في مناجاة الله ودعائه والتضرع إليه، ولا أدل على ذلك من أن القرآن الكريم يصف رضاه عن المؤمنين بأنه "حب لهم"، يقول تعالى: "فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"، ويصف غضبه على العصاة بأنهم محرومون من هذا الحب: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"

وبالمثل، يؤكد النبي أن العلاقة مع الله ورسوله ﷺ هي علاقة حب، بل إن الإيمان لا يكون حقيقيًا إلا إذا بلغ هذا الحب أقصى درجاته، ففي الحديث: "لا يُؤْمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من ولدِهِ، ووالدِهِ، والناسِ أجمعينَ".

ويؤكد ذلك أيضًا أن الصوفية يصفون عباداتهم بـ "العشق الإلهي"، وهو مصطلح يتحفظ عليه البعض، ولكنه امتداد لمفهوم الحب بين الخالق والمخلوق.

في هذا المنشور، جمعنا مقتطفات من مناجات الإمام علي زين العابدين عليه السلام، يخاطب الله فيها بمرادفات الحب المختلفة. تتجلى في هذه الكلمات معنى الحب الإلهي الذي إذا ذاقه الإنسان لا يؤثر عليه شيئًا أو كما قال الإمام زين العابدين: إلهِي مَنْ ذَا الَّذِي ذَاقَ حَلاوَةَ مَحَبَّتِكَ، فَرامَ مِنْكَ بَدَلاً؟ وَمَنْ ذَا الَّذِي أَنِسَ بِقُرْبِكَ، فَابْتَغَى عَنْكَ حِوَلاً؟

تاريخ النشر 04-11-2022