سيكون هذا آخر منشور من سلسلة المنشورات عن الحسين وواقعة الطف.
لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان لكي يُكرّمه... جعل له مكانة خاصة على هذه الارض وعن سائر المخلوقات، رفع شأن الإنسان وأبعد عنه الذل وأمر أعظم مخلوقاته- الملائكة- بالسجود له.
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}
لذلك على الإنسان أن يحافظ على هذه المكانة التي وهبها الله له وأن يرتقي بنفسه لا أن يعرضها للذل والهوان. ذلك من أهم أهداف الإسلام كدين ومن أهم غايات نزول القرآن الكريم: تعزيز كل ما يحفظ كرامة الانسان والتخلص من كل العادات والممارسات التي تذله.
وواقعة كربلاء التي حدثت في مثل هذا اليوم من عام 61 للهجرة ليست إلا استكمالاً لهذه المسيرة منذ خلق آدم وصولاً برسالة خاتم النبيين والمرسليين محمد صلى الله عليه وسلم. وقف الحسين أمام الطغاة مضحياً بنفسه وأهل بيته ليحمي ويحافظ على دين جده وليحافظ بذلك كرامة الإنسان التي أرادها الله سبحانه وتعالى له.
موقف إنساني وتاريخي عظيم لا نظير له. لذلك كان ولا يزال الحسين رمزاً وقضية وإلهاماً لإبداع الكثيرين من الأدباء والشعراء الذين يتسابقون في تصوير هذا المشهد الإنساني بكلّ جلاله وأبعاده التي تحاكي لغة الإنسان الثائر على كل باطل وظلم يقف في وجه الحق والكرامة الإنسانية.
هذا المنشور يتضمن خلاصة بحثي عن أبيات في رثاء الحسين من كل بلد عربي وعبر العصور الإسلامية المختلفة. أكثرها أبيات في رثاء الحسين وبعضها أبيات تستحضر الحسين في سياقات أخرى.
شكرًا جزيلًا لكل من اقترح أو ارسل قصائد وأبيات. للأسف لا مجال لنشر كل ما وصلني.
تأوه قلبي والفؤاد كئيب … وأرق نومي فالسهاد عجيب
ومما نفى نومي وشيب لومتي … تصاريف أيام لهن خطوب
فمن مبلغ عني الحسين رسالة … وإن كرهتها أنفس وقلوب
يصلى على المبعوث من آل هاشم … ويغزى بنوه إن ذا لعجيب
لئن كان ذنبي حب آل محمد …. فذلك ذنب لست عنه أتوب
هم شفعائي يوم حشري وموقفي … إذا مابدت للناظرين خطوب
- الامام الشافعي