فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ أَصْحَابًا أَوْفَى وَلَا خَيْرًا مِن أَصْحَابِي

أصحاب الحسين عليه السلام في كربلاء مرتبة حسب القبيلة كما وردت في كتاب (إبصار العين في أنصار الحسين) للشيخ محمد طاهر السماوي. ويضاف إليهم من قُتِل قبل مقدم الحسين كمسلم بن عقيل وعروة بن هانئ، ومن قتل بعد كربلاء. العدد في الإحصاء الحالي 106 أشخاص. هناك تفاوت في تقدير العدد الدقيق، وهناك اختلاف في تحديد الأسماء، حتى بين الهاشميين.

كل واحد منهم قصّة تُحكى، وعبَر ودروس كثيرة تُستفاد، وسير طاهرة تظل تُستعاد أبد الدهر. تساؤلات كثيرة يجول فيها الخاطر، مثل سبب الحضور القوي للأنصار واليمانيين بين قائمة الأبطال، والغياب التام لقريش عدا بنو هاشم وبني أسد (قوم السيدة خديجة).

بين هؤلاء الصحابة الأوفياء هناك نماذج يحار فيها العقل من النُبْل والثبات على العهد، مثل عبد الرحمن بن عبد رب الأنصاري الخزرجي، الذي صحب أهل البيت ذرية بذرية، فسمع من رسول الله صلوات الله عليه وآله حديث الغدير، وشهد به أمام أهل الكوفة في خلافة أمير المؤمنين عليه السلام، وارتقى مع الحسين عليه السلام في كربلاء. وبين هذه الأحداث الثلاثة نحو خمسين سنة ماجت فيها الفتن، وضل فيها من ضل، وظل هو (رضي الله عنه) ثابتًا متمسكًا بالثقلين.

وبينهم أيضًا الحر بن يزيد الرياحي، الذي ظل قائدًا في جيش ابن سعد، حتى تاب إلى الله يوم عاشوراء والتحق بالحسين وقتل بين يديه. فلم يصحبه سوى هنيهة من الزمان نال بها أعلى المراتب.

هؤلاء هم "فرسان المصر وأهل البصائر" كما وصفهم عدوهم، وأوفى الأصحاب كما وصفهم قائدهم وإمامهم. عليهم منا خير السلام في ذكراهم الخالدة.

تاريخ النشر 05-07-2025
اقتباسات أخرى ذات صلة