Wilaya
الولاية

الولاية..
يمكن البعض يبالغ بتعظيمها
ولكن كل المبالغات هي دون حقها الحقيقي.
(وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) شو بصير؟
(فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)
بشو ربطه القرآن؟ بالقوة العسكرية أو بالولاية؟
إذا كنا نصدق الله، فإذن الولاية هي التي تصنع الغلبة.

***
ما يعظم مقام أوليائنا ليس فقط تعاملهم كزوجين بمقتضى الإسلام والمودة والرحمة بأكمل ما قد يكون بل أن الزهراء (ع) لم تكن تتعامل مع زوجها ولم يكن علي (ع) يتعامل مع زوجته. كانت الزهراء تتعامل مع أمير المؤمنين ووليها وكان علي (ع) يتعامل مع بنت رسول الله (ص) التي لها ما لها من مكانة عند الله وعند رسوله (ص).

سيدة نساء العالمين استشهدت دفاعا عن الولاية، لا دفاعًا عن زوجها. هذا التعامل، وهذه الرؤية، أن يكون كل شيء من منطلق الدين والإسلام والله.

حتى سيدتنا زينب (ع) والعباس (ع) هم مظلومون من ناحية أن لا أحد يدرك قدرهما حقا. المقام الذي أعطاه الله لسيدتنا زينب (ع) ليس فقط لصبرها ولا لأنها فقدت ما فقدته في كربلاء. زينب (ع) لم تتعامل مع الحسين (ع)
إلا كولي أمرها هكذا تعاملت مع اخوتها الحسن والحسين (ع) وهكذا تعاملت مع أبيها. لم تخاطب أخاها إلا يا ابن رسول الله (ص). وما كل ما كان من صبر في كربلاء إلا امتثال لأمر وليها.

وفق هذه الرؤية، فمصابها جلل لأنها فقدت وليها وإمامها وليس وفاء لأخيها فقط بالمفهوم الدنيوي الذي قد يدخل فيه الأنا وقد يساويها بأي أحد فقد عائلته.

طوال معركة كربلاء كان الإمام زين العابدين (ع) يخاطبها عمة وهي ترد عليه عمة وتعامله كابن أخيها. بعد معركة كربلاء واستشهاد الحسين (ع) عندما حدثها الامام زين العابدين (ع) خاطبته وقالت يابن رسول الله (ص) هذا ولي أمرها الآن.

والعباس (ع) أيضا كان يعامل أخويه على هذا الأساس ومن قبل والده وما كل جهاده ودفاعه وحميته إلا امتثالا لأمر الولاية لا للأخوة بينهما ولا تشبه حمية الجاهلية في شيء.

- بتول قصير

تاريخ النشر 19-09-2025