عادة يستخدم الاحتلال التنكيل كأداة ليس فقط لتحطيم ارادة الاسير، بل لكسر صورته البطولية أيضًا امام نفسه وامام شعبه، وزرع الاحباط في نفوس الاخرين. فالتنكيل يصبح مشروع اذلال معنوي وليس فقط تعذيبًا جسديًّا. من المؤسف، ان ترى هؤلاء الحمقى يُحاولون اغتيال الاسرى معنويّا حتى بعد خروجهم من الاسر. يُكملون مهمة الاحتلال لكسر صورة الاسرى الصامدين الواعين لقضاياهم وقضايا الامّة، ويحاولون تصويرهم كجهلة او منفصلين عن الواقع. هؤلاء الاسرى هم في صلب القضية، بل هم اكثر من يعي خطورة الاحتلال على الشعوب.
***
هؤلاء الأسرى هم من يمتلكون خلاصة الوعي، والصورة النقية الواضحة عن ماتتعرض له المنطقة من احداث سببها الاحتلال، ذلك لأنهم لم يتعرضوا لكمية البروباغاندا الخبيثة التي كانت تبث على مدى عقود وللضخ الإعلامي المكثف الذي يشوش العقول ويظهر المسائل أنها معقدة وغير بسيطة، هؤلاء الأسرى بقيت رؤيتهم واضحة وصافية من السموم والشوائب وخطهم مستقيم لا اعوجاج به لأنهم لم يتلقوا دورة التثقيف التي يتكلم عنها، يعرفون الحق فور رؤيته فلا غشاوة على أبصارهم، ولا اعتبارات اخرى تشغل عقولهم سوى هم الأمة بتحريرها، هؤلاء من إذا جلست معهم واستمعت لهم تدرك معنى أن ترى الصورة الأكبر وأن تترك سفاسف الأمور وتفاصيلها التي أراد المحتل أن يشغلنا بها عن بوصلتنا الأساسية فتنكشف عنك حجب ابجهل وتدرك كم كانت ثقافتك محدودة ومشوهة أمامهم.
***
لتوِّي انتهيتُ من متابعة لقاء قائد نفق الحرية محمود العارضة على شاشة الميادِين. مع كل كلمة ينطق بها هذا القائد تشعر أنك تفهم وتعي منه أهمية المرحلة. أمثال هؤلاء القادة المُحَرَّرِينَ من سجون الإحتلال المطلوب مِنا نحن أن ندخل دورة تثقيف سياسي مكثف لديهِمْ لنفهم ونعي منهم حساسية المرحلة وأهميتها; لأنهم كما ذكرت الأخت سارة "هؤلاء الأسرى هم في صلب القضية،بل هم أكثر من يعي خطورة الإحتلال على الشعوب".
1 / 9
الكلمة اللي بتقولوها والخط اللي بتكتبوه هو مثل الصاروخ اللي بتطلقه المقاومة
تغطية وتبيين
تاريخ النشر 18-10-2025



