بعد استشهاد الحسين عليه السلام في كربلاء، أخذت الرؤوس والسبايا من نساء آل محمد ﷺ إلى مجلس يزيد بن معاوية في الشام ويروى أنه لما وضع رأس الحسين بين يدي يزيد، جعل ينكت بقضيب كان في يده في ثغر الحسين مترنمًا بأبيات لابن الزبعرى:
ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل
قد قتلنا القوم من ساداتكم ... وعدلنا ميل بدر فاعتدل
أي أنه يرى أن مقتل الحسين وأهل بيته انجاز وانتقام لما فعله رسول الله ﷺ بأجداده المشركين يوم بدر. تخيّل: هذه أبيات رددها من نصب نفسه خليفة على المسلمين!
حينها قامت السيدة زينب أخت الحسين عليهما السلام، وخطبت خطبتها الشهيرة:
"إني لأستصغر قدرك، وأستعظم تقريعك، وأستكبر توبيخك، لكنّ العيون عبرى، والصّدور حرّى… (و) إلى الله المشتكى، وعليه المعوَّل. فكد كيدك، واسعَ سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا تدرك أمدنا، ولا تَرْحَضُ (أي تغسل) عنك عارها، وهل رأيك إلا فند، وأيّامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي: ألا لعنة الله على الظالمين!"
مرر الشاشة للاطلاع على بعض مما ورد حول هذه الأحداث في أمهات كتب التاريخ: تاريخ الطبري، البداية والنهاية لابن كثير ومصادر أخرى. وللاطلاع على خطبة السيدة زينب كاملة يمكنكم مراجعة كتاب «بلاغات النساء» لابن طيفور أو كتاب «جمهرة خطب العرب» لأحمد زكي صفوت.

 نسخ الرابط
 نسخ الرابط   
                         
                         
                         
                         
                         
                         
                        


