يقول تعالى في كتابه العزيز: "وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا" (النحل: 18)، فنحن مهما حاولنا لن نستطيع أن ندرك حجم النعم التي متّعنا الله بها، وإن أردنا أن نحمده على هذه النعم فنحن لا ريب سنقصّر عن بلوغ الغاية.
وفي ذلك المعنى يقول الحسين (ع) في دعاء يوم عرفة: "لَوْ حاوَلْتُ وَاجْتَهَدْتُ مَدَى الأَعصَارِ وَالأَحْقابِ - لَوْ عُمِّرْتُها - أَنْ أُؤَدِّي شُكْرَ واحِدَةٍ مِنْ أَنْعُمِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ذلِكَ إِلاّ بِمَنِّكَ الْمُوجَبِ عَلَيَّ بِهِ شُكْرَاً آنِفاً جَديداً، وَثَناءً طارِفاً عَتيداً."، أي كلّما شكرت نعمتك، احتجت أن أشكرك على أن هديتني ومنحتني القدرة على ذلك.. فالشكر إذًا في حد ذاته نعمة تستحق الشكر!
وفي مناجاة الشاكرين، يعترف الإمام زين العابدين (ع) بأن فضل الله يعجز الإنسان عن الوفاء بحقه حتى وإن أراد، فيقول: " فكيف لي بتحصيل الشكر وشكري إياك يفتقر إلى شكر، فكلما قلت لك الحمد وجب علي لذلك أن أقول لك الحمد". وهي العبارة التي اخترناها لإحدى مطبوعاتنا الفنية @arabicwords.shop لأن استحضار الإنسان لهذا المعنى يجعله يستشعر نعم الله في كل لحظة يعيشها وكل نفسٍ يتنفسه ويشكر الله لا على هذه النعم فقط، بل وعلى نعمة شكرها أيضًا