He carries (on himself) (Both) a falsehood and a flagrant sin.
فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا

قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينً}[الأحزاب: 58].

يحذّرنا الله تعالى في هذه الآية من سوء عاقبة من يقوم بأذى المؤمنين ظلماً وافتراءً، فالمؤمن يجب أن تمنعه تقواه من إلحاق الأذى بالآخرين والتعدي عليهم سواء كان هذا التعدّي لفظيًا أو معنويًا أو سلوكيًا. وإلحاق مثل هذا الأذى والظلم حرام محرّم سواء أوقع على مؤمن أم كافر. وهذا ما تؤكده الآية 112 من سورة النساء: {ومن يكسب خطيئة أو إثماً ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبين}

والبريء في هذه الآية رجلًا يهوديًا. وكما جاء في تفسير من وحي القرآن فالله تعالى يريد "لليهودي البريء أن يعيش في حماية الإسلام، من دون أن يكون ليهوديته أية صفة سلبية ضده في ميزان الحكم بالعدل، كما أراد للمسلم السارق أن يأخذ حصته من العقوبة في خط العدل، من دون أن يكون لإسلامه أية صفة إيجابية في الحكم له بالباطل"

ولقد ركّز النبي ﷺ قواعد المجتمع الإسلامي على أساس العدالة لكل الناس، فلا مجال مع الإسلام للظلم حتَّى للأعداء. قال سبحانه: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَـَٔانُ قَوْمٍ عَلَىٰٓ أَلَّا تَعْدِلُواْ) وهذه الآية تبين لنا آداب الاختصام حيث تمنع الفجور في الخصومة وتردع عن الانحراف عن العدل في الشهادة لبغض من الشاهد للمشهود عليه، فيقيم الشهادة عليه للانتقام منه ودحض لحقه.

وقد ورد في الحديث عن عليّ عليه السلام: «المُؤْمِنُ يُنْصِفُ مَنْ لاَ يُنْصِفُهُ». وفي حديث آخر عنه: «أعدَلُ الناسِ من أنصَفَ من ظَلَمَه».

تاريخ النشر 13-09-2022