تفسير (خواطر) للشعراوي:
{ٱقْرَأْ كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ ٱلْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً }
الحق تبارك وتعالى يُصوّر لنا موقفاً من مواقف يوم القيامة، حيث يقف العبد بين يديْ ربه عزَّ وجل، فيدعوه إلى أن يقرأ كتابه بنفسه، ليكون هو حجة على نفسه، ويُقِر بما اقترف، والإقرار سيد الأدلة. فهذا موقف لا مجالَ فيه للعناد أو المكابرة، ولا مجالَ فيه للجدال أو الإنكار، فإن حدث منه إنكار جعل الله عليه شاهداً من جوارحه، فيُنطقها الحق سبحانه بقدرته: يقول تعالى:{ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [النور: 24]. ويقول سبحانه:{ وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ.. } [فصلت: 21].
تفسير (من وحي القرآن) للعلامة محمد حسين فضل الله:
{اقْرَأْ كتابك}... وستتأكد وتشاهد في ما يفتحه أمامك من آفاق الماضي السحيق كل صفحات حياتك، وستعرف ـ بعد ذلك ـ كيف تحاسب نفسك وكيف تحاكمها لتصدر الحكم لها أو عليها. لذلك لن تحتاج إلى حسيب أو حاكم، فأنت الحسيب وأنت الحاكم وأنت المحكوم، لأن المسألة قد بلغت من الوضوح حداً لا تحتاج فيه إلى شهودٍ، ولا تتجمد فيه أمام شبهة أو إشكال. {كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً} فانظر كيف تواجه الموقف غداً، من خلال ما تتحرك به اليوم من أعمال الخير أو الشر، أو مواقف الحق أو الباطل.