من الصفات المذمومة في القرآن الكريم "الاستبداد بالرأي" وإن لم تذكر هذه الألفاظ في القرآن الكريم مباشرة إلا أن شواهدها عديدة.
ومن أبرز صفات الطغاة الاستبداد برأيهم: {قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد}
علمًا أن الاستبداد ليس خاصًا بالحاكم الطاغية بل قد نجده في حياتنا اليومية ولا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي (ممزوج بجهل وسفاهة في كثير من الأحيان)
.
وهذا الأسلوب يناقض التربية القرآنية:
"ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"
ويناقض كذلك أخلاق النبي ﷺ الذي يجب أن يكون أسوة حسنة لكل مسلم:
{وَإِنَّآ أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُّبِين}
"نلاحظ في هذه الآية أن رسول الله ﷺ لم يحكم لنفسه وللمؤمنين معه بالهدى رغم وضوحه في جانبهم، ولم يحكم على الكفار بالضلال رغم وضوحه في جانبهم بل قال "أنا وأنتم على النقيض، إن كان أحدنا على الهدى فالآخر في الضلال"" (تفسير خواطر للشعراوي)
"تبين لنا هذه الآية الكريمة أهمية الالتزام بخط الحياد الفكري أثناء الحوار، حيث يجب على المحاور المؤمن أن يطلق الفكرة في دائرة الاحتمال الذي يساوي بين فرضية الخطأ والصواب، أو الهدى والضلال، ليتقدم إلى الآخرين بروحية الباحث (الحق) عن الحق. فحركة الحوار في الإسلام ترتكز على القاعدة العلمية التي ترى في الشك طريقاً إلى اليقين، وترفض القناعات القائمة على أساس إهمال الحوار وإغفال الفكر والإصرار على العناد بل تترك الحوار يأخذ مجراه دون تعقيد وصولاً إلى النتيجة الحاسمة من موقع الحرية الفكرية" (تفسير من وحي القرآن لفضل الله).