مثل شائع: «يبلعون الجمل ويغصون (أو يشرقون) بالماء»
يرجع أصل هذا المثل إلى مقولة السيد المسيح عليه السلام: «أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ» (مت 23:24).
يصف هذا المثل «متديني البعوضة». هؤلاء الذين يستهينون بالكبائر ولا ينبسون ببنت شفة عند حدوثها ولكن تثور ثائرتهم على أتفه الأمور، وما ذلك إلا لاعوجاج متأصل في السليقة وفساد في الاستدلال وقد أشار لهذه الظاهرة الحديث الشريف: «إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ مَعاليَ الأُمورِ، وأَشرافَها، ويَكرَهُ سَفْسافَها»
ستجد هؤلاء الصنف من البشر يصومون ويصلون ويقومون الليل بل ويحقر المؤمن صلاته عند صلاتهم ولكن كما قال الرسول ﷺ «لا يجاوز إيمانهم حناجرهم» يخيل إليهم أنّهم يمسكون الحقيقة من ناصيتها، انطلاقًا من جهلٍ مركّب فالجاهل، كلّما استغرق في تدينه المزعوم، ازداد غرورًا وإعجابًا بنفسه. وقد قالها عليّ عليه السلام: «ما قصم ظهري إلاّ رجلان: عالم متهتّك وجاهل متنسّك».