{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}
الآية عتاب للمؤمنين على الفتور والتكاسل والجفاف الروحي الذي انتابهم حتى بات اسم الله مجرد اسم في الذاكرة وتحول الإسلام إلى صورة جامدة في الخاطرة وانتماء فارغ من الروح لا تتجلى قيمه في أقوالهم وأفعالهم وعلاقاتهم (تفسير من وحي القرآن)
والخطاب في الآية يحتمل أن يكون من باب العتاب لطائفة من المؤمنين، أصابهم بعض الفتور أو التكاسل، فيما أمروا به من الاجتهاد في طاعة الله تعالى بعد أن فتح الله تعالى لهم أقطار الأرض ورزقهم بالكثير من لين العيش، وخيرات الدنيا. ويؤيد هذا ما أخرجه ابن المبارك، وعبد الرازق، وابن المنذر عن الأعمش قال لما قدم أصحاب رسول الله ﷺ المدينة، فأصابوا من لين العيش ما أصابوا بعد أن كان لهم من الجهد وشظف العيش فكأنهم فتروا عن بعض ما كانوا عليه، فعوتبوا على ذلك فنزلت هذه الآية. ويحتمل أن يكون الخطاب في الآية لجميع المؤمنين، على سبيل الحض على المداومة على طاعة الله تعالى والتحذير من التقصير. قال الألوسي ما ملخصه قوله تعالى {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ}. استئناف لعتاب المؤمنين على الفتور والتكاسل فيما ندبوا إليه، والمعاتب - على ما قاله الزجاج - طائفة منهم، وإلا فإن من المؤمنين من لم يزل خاشعًا منذ أن أسلم إلى أن لقى ربه (تفسير الوسيط)