We have granted to you, (Muhammad), a manifest victory so that God will redeem the sins (which the pagans think you have committed against them) in the past or (you will commit) in the future.
إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ‎* لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ

{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا ‎﴿١﴾‏ لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا}

كيف تنسجم هذه الآية مع عصمة الرسول ﷺ؟ هل الرسول يذنب أم لا؟ وما علاقة الفتح بغفران الذنوب؟

اختلف أهل التأويل في هذه الآية على عدّة أقوال:

قيل المراد بالذنوب الصغائر وقيل المراد "بما تقدم من ذنبه ﷺ ما كان قبل النبوة، وبما تأخر منه ما كان بعدها إلى وقت نزول هذه السورة". ولكن هذه التفاسير لا تنسجم مع كون نبينا محمد ﷺ معصومًا من كل ذنب و دنس وأنه الطاهر المطهر الذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين وجعله شفيعا للمذنبين.

وقيل ما تقدم من ذنبك يعني من ذنب أبويك آدم وحواء وما تأخر من ذنوب أمتك

وقيل المراد بذنب الرسول ما يسمى بـ(حسنات الأبرار سيئات المقربين) أي أن الذنب نسبي فالأبرار يقتصرون على أداء الواجبات وترك المحرمات وهذا الإقتصار يعتبر سيئة في طريق المقربين لأن المقربين يرتبطون ارتباطًا مباشرًا بالخالق الذي يفيض عليهم بالعلم الإلهي بحيث تعد اللحظة اليسيرة من الغفلة عن سبحانه بالنسبة إليهم نوعًا من الزلل وإن لم تكن زللًا للإنسان المؤمن العادي ولذلك نجد في أدعية ومناجاة الأئمة والأولياء الصالحين كثرة الطلب من الله بأن يمن عليهم بالمغفرة والتوبة.

وقيل أن المراد ذنبك عند قريش فدعوة النبي ﷺ كانت بمثابة الذنب لدى الكفار وما كانوا ليغفروا له ذلك دون أن يشفوا غليل صدورهم بالانتقام منه، غير أن الله سبحانه رزقه ﷺ هذا الفتح وآمنه منهم. فالمراد بالذنب إذن هو العداوة التي في صدور الكفار أو الضرر الذي وقع عليهم، أي بالمعنى الذي يقصده موسى في قوله (ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون) ومغفرته تعالى لذنبه هي إبطال تبعته بإذهاب شوكتهم، ويؤيد ذلك ما يتلوه من قوله: (وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا * وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا)
.
والله أعلم.

تاريخ النشر 03-04-2022
اقتباسات أخرى ذات صلة