المرأة في القرآن الكريم
.
1- نزل القرآن الكريم مخاطبًا الرجال والنساء على حد سواء وهذا الخطاب الموجه للجنسين بحد ذاته يعتبر تحولًا نوعيًا في المجتمع الجاهلي الذي كان يعتبر الأنثى عارًا ينبغي التخلص منه: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ‎*‏ يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}

2- كما يرقى الخطاب القرآني بمقام المرأة ليجعلها المثل الأعلى للذين آمنوا من رجال ونساء:
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ}
{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ}

3- ويحتفي القرآن الكريم بالمرأة كقدوة ليس فقط في الجانب الإيماني بل في الجانب الفكري والعقلي وكنموذج قيادي ويتجلى لنا ذلك من خلال قصة ملكة سبأ:

3.1 امرأة ملكة تملك كل عناصر القوة: {إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ}

3.2 شخصية قيادية رشيدة تستشير كبار قومها قبل أن تصدر قرارها {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ}

3.3 امرأة موضع ثقة واحترام قومها الذين يبدون كل استعداد لتنفيذ أوامرها {قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ}

3.4 امرأة ذات اتزان انفعالي إذ رأت أن الحلّ الأفضل لا يكون بالقوة بل بدراسة وامتحان شخصيّة سليمان: {قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ * وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}

وفي النهاية، أسلمت بلقيس من خلال الحوار الّذي دار بينها وبين سليمان وبعد أن أراها النبي سليمان معجزاته {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}

وهكذا نجد أن القرآن الكريم خلد قصة امرأة قوية ذكية حكيمة قادت قومها للفلاح وهذا أبلغ رد من الله سبحانه وتعالى على كل الذين ينظرون للمرأة نظرة دونية ويشككون في إمكاناتها وقدراتها وأهليتها في شتى مجالات الحياة.

#اليوم_العالمي_للمرأة
#يوم_المرأة_العالمي